أن الأب أورياما في الرأس 6 من المجلد 2 قد أخبر عن أحد خوارنة أسالا أسمه بالدوينوس، أنه قد كان تنازل عن خدمة الخورنة، وصار راهباً في قانون القديس عبد الأحد. غير أنه اذ كان هو بعد في رتبة المبتدئين. قد تجرب في الندامة على ما فعله بالدخول في الرهبنة، متصوراً بعقله أنه لكان يفعل خيراً أعظم، وأفادةً أكثر للقريب، لو يكون أستمر في خدمة خورنته. ومن ثم عزم على ترك ثوب الأبتداء، وعلى الخروج من الدير، وبهذه النية دخل أمام هيكل الوردية ليودعها ويخرج، الا أن والدة الإله قد ظهرت له حاملةً بيديها إنائين مملوئين خمراً، فسلمته الإناء الواحد لكي يشرب منه، فلما ذاقه لوى وجهه عنه، لأنه ولئن كان الخمر جيداً فمع ذلك كان مملؤاً من العكر، واذ أعطته الثاني فرآه جيداً من دون شيء آخر، فحينئذٍ قالت له هذه السيدة:" أن هذا هو الفرق الكائن فيما بين العيشة في العالم، وبين عيشتك في الرهبنة تحت الطاعة". فلهذا رجع بالدوينوس، وتمم زمان الأبتداء، وعاش باقي زمن حياته راهباً مملؤاً من الفضائل.*