المؤرحين المسلمين يذكرون أن الجامع الأموى أصله كنيسة مار يوحنا المعمدان
مؤرخ مسلم فى كتاب قديم يسرد كيف أستولى المسلمين على كنيسة مار يوحنا المعمدان وحولوها جامعاً
"نزهة الأنام في محاسن الشام"، لمؤلفه أحد علماء القرن التاسع، أبي البقاء عبد الله بن محمد البدري المصري الدمشقي. وأشير هنا إلى أن النقل من الكتاب هو حرفي، أما ما جاء بين قوسين فهو توضيحات لعبارات قمت بها أو تعليقات على أحداث شئتُ إبرازها.
يقول المؤلف نقلاً عن الحافظ بن عساكر: "لما فتح الله تعالى على المسلمين الشام بكماله (بلاد الشام كلها) ومن جملته (ومن ضمنها) دمشق المحروسة بجميع أعمالها وأنزل الله رحمته فيها وساق برّه إليها، كتب أمير المؤمنين وهو إذ ذاك أبو عبيدة رضي الله عنه كتاب أمان وأقرّ بأيدي النصارى (ترك لهم) أربع عشرة كنيسة (جزاه الله خيراً، وكأني به قد ترك لهم شيئاً من ملكه) وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة، وأخذ منهم التي كانوا يسمونها كنيسة مر يحنا (مار يوحنا) بحكم أن البلد فتحه خالد بن الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذت النصارى الأمان من أبي عبيدة وهو على باب الجابية، فاختلفوا ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه ثم الصحابة بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضي الله عنهم، ولم يكن الجدار مفتوحاً بمحراب محنى وإنما كان المسلمون يصلون عند هذه البقعة المباركة. وكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد وهو باب المعبد الأصلي الذي كان في جهة القبلة مكان المحراب الكبير الذي هو اليوم حسبما سلف لنا ذكره، فينصرف النصارى إلى جهة الغرب لكنيستهم ويأخذ المسلمون يمنة إلى مسجدهم. ولا يستطيع النصارى أن يجهروا بقراءة كتابهم ولا يضربون بناقوس إجلالاً للصحابة رضي الله عنهم ومهابة لهم وخوفاً منهم!." (هذا دليل ساطع على المضايقات التي كان يتعرّض لها المسيحيون، وكان يجدر بالمؤرخ أن يقول أن المسلمين قد فرضوا على المسيحيين أن لا يجهروا بقراءة كتابهم وأن يمتنعوا عن قرع نواقيسهم طالما أنه اعترف بأنهم كانوا لا يفعلون ذلك إلاّ خوفاً ومهابة رغم أنه حشر كلمة "إجلالاً للصحابة" حشراً لا معنى له!)