هو أحد شهداء ليون المشهورين، وقد استشهد في عهد مرقس أوريليوس سنة 177 م. كان سانكتوس شماسًا من فينا، واحتمل آلام تعذيب فاق الطاقة، ومع ذلك لم يستطع معذبوه ولا الحكام أن يظفروا منه بكلمة واحدة أو أية معلومات عن اسمه أو موطنه أو جنسيته. كان جوابه على جميع الأسئلة المتنوعة بعبارة واحدة: "أنا مسيحي". كان يرددها باللغة اللاتينية ولا يزيد عليها كلمة أخرى.
تشويه جسمه:
إذ فشل الوالي في انتزاع أية معلومات منه امتلأ غضبًا، وأمر أن يعذب بلا رأفة. وبعد أن أتم أنواع العذابات المألوفة. ربطت صفائح نحاسية محماة إلى أجزاء جسمه الحساسة فاحترقت، ومع ذلك ظل ثابتًا منتعشًا ومتقويًا. تشوه جسمه وتهرأ بشكل بشع حتى أنه، كما تصفه رسالة ليون وفينا، صار أبعد ما يكون عن شكل الإنسان. وإذ وُجد سليمًا ومعافى بعد أن ظنوه قد مات، وضعوا نفس الصفائح المحماة على جسده لكنه انتعش وانتصب واقفًا وسط كل هذه العذابات واستعاد شكله الطبيعي. فبدأوا يعذبونه بأنواع أخرى ومنها شيّه على كرسي حديدي يوقدون تحته، وأخيرًا فاضت روحه تحت آلام التعذيب.