|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v "فمي يتكلم بالحكمة، وقلبي يلهج بالفهم". حيث أنه بحسب الرسول: "القلب يُؤمَن (به) للبرّ، والفم يُعترَف به للخلاص" (رو 10:10)، بالحقيقة عمل الاثنين في البشر يوحي بالكمال. لذلك جمعت العبارة الاثنين معًا في نفس الموضع، عمل الفم وتأمل القلب. بالحقيقة إن كان الصلاح لم يكن قد خُزِّن مقدمًا في القلب، كيف يمكن لمن لم يقتنيه في الخفاء أن يُظهِر الكنز خلال فمه؟ وإن كان لديه أشياء صالحة في قلبه، فإن لم نفعل هذه علانية بالحديث، يُقَال له: "الحكمة المخفية، والكنز الذي لا يُرَى ما الفائدة في هذين، ليتكلم فمي بالحكمة، ولأجل تقدمي ليلهج قلبي بالتعقُّل". "أميل أذني إلى الأمثال؛ وأكشف ألغازي على قيثارةٍ psaltery" (مز 49: 4). لا يزال يُقَدِّم النبي شخصه، حتى لا تُحتقَر كلماته كما لو قُدِّمَت بابتكارٍ بشريٍّ. يقول ما أُعلِّم به من الروح (القدس)، هذا أعلنه لكم، ولا أنطق بشيءٍ من عندي، ليس شيئًا بشريًّا. ولكن حيث أني أسمع ألغاز الروح الذي يُنزِل حكمة الله سرّيًا. إني أكشف لكم وأظهر الألغاز. علاوة على هذا لا أظهر شيئًا آخر خلال القيثارة psaltery. القيثارة هي أداة موسيقية تظهر صوتها بتناغمٍ مع لحن الصوت. تبعًا لذلك فإن القيثارة العقلية مكشوفة، خاصة في ذلك الوقت عندما تعزف الأعمال في تناغمٍ مع الكلمات. فمن يعمل بما يُعلِّم يكون قيثارة روحية. إنه هو الذي يكشف الألغاز في المزمور، يُعد إمكانية التعليم بكونه نموذجًا. لذلك إذ يدرك أنه لا يوجد شيء متنافر أو خارج نغم حياته، ينطق بثقة بالكلمات التالية: "لماذا أخاف في يوم السوء، عندما يحيط بي إثم الذين يتعقّبونني" (مز 49: 5). يقصد بيوم السوء يوم الدينونة، الذي قيل عنه: "يوم الرب يوم لا علاج له، على كل الأمم" (راجع إش 13: 9)، يقول عنه النبي: "مكائده تقلق كل واحدٍ". في ذلك الوقت، إذن، إذ لم أفعل شيئًا ضد الشريعة في طريق الحياة، لا أخشى يوم السوء. فإن علامات الخطاة لا تقف حولي ولا تقلقني، في اتهامات صامتة تقوم اتهامات ضدِّي. لا يقف أحد كمتهمٍ لك إلا نفسك، أو أعمالك ذاتها، يقف كل عملٍ في شكله – الزنا والسرقة والفسق – كما بالليل، بالظروف المعينة التي تُظهِر سماتها، وبصفة عامة كل خطيةٍ بسمتها تكون حاضرة تحمل تذكُّرًا واضحًا. علامات الخطاة إذن لا تقلقني، لأني أميل أذني إلى مثلٍ، أكشف بقيثارةٍ ألغازي. القديس باسيليوس الكبير |
|