|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المفلوج والمعجزة المنشودة كان هم المفلوج ومساعدوه الأربعة الخلاص من الفالج، وكانت تلك غايتهم الأولى والأخيرة، لكن المسيح كان يرى شيئًا آخر أهم من الجسد، ونعني به الروح، وهو يعكس بذلك الفرق بين فكره وفكر الإنسان، ان الإنسان يهتم دائمًا بالجسد والمسيح، وان كان يهتم بالجسد لكنه، يعني بالروح أولا.. عندما نذهب إلى بائع الجواهر، ونطلب أثمن جوهرة عنده فإنه عادة يقدمها كتحفة فنية، يمكن أن تطفيء الأنوار لتراها تلمع في الظلام وبعضها في العادة في علبة من «القطيفة» الجميلة، أو المخمل أو ما أشبه، ولكن مهما كان جمال العلبة، لا يمكن أن تكون موضع اهتمامنا أكثر من الجوهرة نفسها. إن مأساة الكثيرين جداً من بني البشر، أنهم يفعلون هكذا، إذ يهتمون بأجسادهم دون أرواحهم، أو أكثر من أرواحهم!! ألا ترى ملايين الناس يرون النعمة العظمى في حياتهم صحة الجسد، دون أدنى اهتمام بصحة النفس، ألا تسمع الذين يعبدون الجسد، وهم لا يذكرون اسم الله إلا إذا خرجوا بعد أكل طعام دسم ينطقون بعده في خوار الثور: اللهم أدمها صحة. ولا يعرفون شيئاً بعد ذلك عن الله، ألا تراقب الذين يجرون عاماً بعد عام وراء بيوت الأزياء باحثين عن أفخر وأحدث زي يمكن أن يرتدوه، وهم عراة من الحياة الروحية الصحيحة! ما أبرع وصف عاموس لهؤلاء المترفين من سيدات ورجال! : «اسمعي هذا القول يا بقرات باشان التي في جبل السامرة الظالمة المساكين الساحقة البائسين القائلة لسادتها هات لنشرب» (عا 4 : 1) إن هذا الصنف من السيدات لا يمكن أن يراه عاموس إلا بقرات مسمنات وان كنا يضطجعن على أسرة من عاج، والرجال ماذا قال في وصفهم: «ويل للمستريحين في صهيون والمطمئنين في جبل السامرة، أنتم الذين تبعدون يوم البلية وتقربون معقد الظلم المضطجعون على أسرة من العاج، والمتمددن على فرشهم والآكلون خرافًا من الغنم وعجولاً من وسط الصيرة، الهاذرون مع صوت الرباب، المخترعون لأنفسهم آلات الغنا كداود الشاربون من كؤوس الخمر والذين يدهنون بأفضل الأدهان ولا يغتمون على انسحاق يوسف» (عا 6 : 1 - 6).. وإذاكان سقراط الوثني عندما خير بين قتل الجسد أو قتل الروح والمبدأ، شرب كأس السم مفضلاً أن يموت بجسده، عن أن يموت بمبدئه وأخلاقه، وقد وصفه شوقي أمير الشعراء بالقول: سقراط أعطي الكأس وهي منيه شفتي محب تشتهي التقبيلا عرضوا الحياة عليه وهي غباوة فأبى وآثر أن يموت نبيلاً وإذا كانت الفتاة الشريفة أو الفتى الشريف يفضل أن يموت على أن يلحق به العار، فكم يكون المسيح أكثر اهتمامًا وهو يعالج الروح قبل علاج الجسد!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوليوس والمعجزة |
المفلوج والمعجزة الأيسر |
المفلوج والمعجزة الأصعب |
المفلوج والمعجزة المهجورة |
عذراء بورسعيد والمعجزة المستمرة |