رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بهاء مجد الله الذي وهو بهاء مجد الله ورسم جوهره ( عب 1: 3 ) المسيح هو بهاء مجد الله. لمعان مجده الساطع! إن الله يسكن في نور لا يُدنى منه، وبهاء ذلك النور، يُبهر عين الإنسان ويمنعه عن رؤية الله أو إدراكه. ومجد الله هو إعلان الله، فمجده يملأ كل الخليقة «السماوات تحدّث بمجد الله» ( مز 19: 1 ). فحيثما تُرى أعماله، هناك يُرى مجده. وحيثما توجد خلائقه، أو حيثما يوجد قلب يُقدّر مجده، هناك تجد هذا المجد مُعلنًا. ولكن وراء أقصى حدود الفضاء، وراء كل شيء مخلوق، حيث يمتد الخيال حتى يلامس اللا محدود الذي لا يمكن أن يُدركه إلا الله وحده، هناك تجد مجد الله أيضًا متخطيًا الكون، بل الأكوان، حيث أن الله وراءها جميعًا. ولكن المسيح هو بهاء وسطوع ولمعان ذلك المجد. عندما كان سيدنا هنا، أعلن نفسه قائلاً: «أنا نور العالم» الله نور، والابن نور، والنور في الابن لم يكن نورًا مُكتسبًا أو مُنعكسًا، بل «فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس». فبفضل لاهوته، كان هو بهاء مجد الله وسناءه، بينما كان إنسانًا حقيقيًا في الوقت نفسه. إني أعترف أن الكلمات البشرية تقف تافهة وهزيلة أمام موضوعات فائقة مجيدة مثل هذه، والقلب يبدو ضعيفًا ضيقًا أمام أفكار مُذهلة كهذه. ولكن دعنا نضعها واضحة جليلة في أذهاننا وقلوبنا، على أي حال، لأني موقن أن عمل الروح القدس هو أن يمجد شخص المسيح، وأن يضع أمامنا في صورة كاملة ما هو دائمًا أبدًا أمام الآب، الذي هو وحده يستطيع أن يُدرك الحقائق عن ابنه إدراكًا كاملاً. وأكثر من ذلك. فإننا نراه رسم جوهره، أي ذات شكل أو صورة كيان وحقيقة الله، حتى لقد قال الرب نفسه عن شخصه: «مَنْ رآني فقد رأى الآب». يا له من فكر عجيب! إن الكلمة المُترجمة «رسم» تعني الختم الذي به تُختم النقود، والكلمة في اللغة اليونانية، تعني أخلاق أو صفات، مما يدل على أن سيدنا المبارك كان إعلانًا كاملاً لأخلاق الله وصفاته: قداسته، كلمته، صلاحه، محبته، قوته. كل ما هو الله، ليس فقط في طُرقه، بل في كيانه مُعلن ومرسوم رسمًا دقيقًا مُطلقًا بواسطة الابن. |
|