كُلَّمَا صَنَعتُم شَيئًا مِن ذلِكَ لِواحِدٍ مِن إخوَتي هؤلاءِ الصّغار، فَلي قَد صَنَعتُموه
هَذَا السّامريُّ كَانَ مُسَافِرًا، وُربّما كَانَ عَلى عَجَلَةٍ مِن أَمرِه، وَمع ذَلِكَ نَراهُ يَقِفُ عَن الْمَسير، مُلْتَفِتًا إلى حَاجةِ أَخيهِ الإنسانِ، قَريبِهِ في الإنْسَانيّةِ الْمُشتَرَكة، الْمُصَابِ والْمَتروكِ وَحيدًا، مُتَحَنِّنًا عَليه ومُعْتَنِيًا بِهِ!
وَهَذَا يَنْقُلُنا إلى صِفَةٍ إلهية أُخرَى أَلا وَهي الحَنَان!
فَفي الْمزمورِ الثّالِثِ وَالعِشرين بَعدَ الْمِئَة، نسمَعُ صاحِبَ الْمَزامير يُناجي اللهَ قائِلاً: ﴿تَحنَّن عَلينا يا رب، تَحنّن عَلينا﴾ (مزمور 3:123).
فَكُلُّ إِنسانٍ مُعذَّبٌ وَمُتعَب، مُصَابٌ وَمَتروك، وَحيدٌ وَمُثقَل بِالهموم، يَبحَثُ عَن حَنَانِ رِبِّه، يَلتَمِسُ مِن لَدُنِه عَزاءً يُبَلسِمُ جِراحَ نَفسِه! واللهُ اِفتَقَدَ هذا الْمصاب، في شَخصِ السّامريِّ الرّحيم!