رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإِنِّي أَقولُ لكم: إِن لم يَزِدْ بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات. تشير عبارة "يَزِدْ " في الأصل اليوناني περισσεύσῃ (بمعنى يفوق) إلى شيء يفيض، يذهب إلى ما هو أبعد، ولا يقتصر على ما هو مطلوب. الشَّريعَةَ الإنجيلية لا تتطلب "البِرُّ" أي طاعة دقيقة لكل الوَصايا والتعليمات فحسب، إنما أيضا تتطلب بِرًّا يعتمد على التبنّي الحر لنمط حياة أساسه المَحبَة. ولذلك، فان تلاميذ يَسوع عليهم أن يتفوّقوا على الكتبة والفِرِّيسيِّينَ بالبِرَّ والتقوى لا من الناحية الكمية، بل من الناحية النوعية أي الطاعة بمَحبَة. لا يوجد في الشَريعَة الجديدة بِرٌّ بلا مَحبَة؛ لقد كان اهتمام الفِرِّيسيِّينَ بالطاعة الخارجية الشكلية وإتباع الشَّريعَةَ حرفيا، لكن المسيح يطلب شيئاً أعمق من هذا، فهو لا يكتفي بالشكليات إنما بالجوهر، بل يؤكد على أهميّة معايشة الشريعة في جوهريتها وليس بشكل سطحي. فالبِرُّ الذي يرضي الله هو البِرِّ الداخلي. بِرّ الفكر والدوافع، لأنَّ الربَّ ينظر إلى القلب الذي يُطيعه بحُرِّيَّة ومَحبَة. |
|