رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلمَّا سَمِعَ بِأَنَّهُ يسوعُ النَّاصِريّ، أَخذَ يَصيح: ((رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع! " ابنَ داود “ فتشير إلى إعلان الأعمى لأول مرة على الناس هوية يسوع بصفته "ابن داود" أي المسيح المنتظر الموعود به بدلا من لقب " يسوع الناصري " الذي سمعه من الجمهور. ابن داود هو اسم مسيحاني هو أول اعتراف علني بالمسيح، بعد اعتراف القديس بطرس الخاص (مرقس 8: 29). يبدو أن هذا الأعمى يهودي، وهو سمع عن المسّيح أنّه سيكون ابن داود حسب النبوءات حيث أنَّ لقب "ابن داود" هو اللقب الشعبي الخاص بالمسيح (متى 15: 22) ، اسم المسيح المنتظر، كما ترقّبه الشعب المختار على ما جاء في وَعْدِ الداود ( 2 صموئيل 7:1 – 17) من ناحية، ومن ناحية أخرى يشير أيضا إلى لقب ملوكي (لوقا 1: 32)؛ وكان الرسل يتوقّعون من المسيح أن "يعيد الملك إلى إسرائيل" (أعمال الرسل 1: 6)؛ إذ كان معروفا أن المسيح سيأتي من نسل داود الملك كما جاء في نبوءة أشعيا "ودُعِيَ أسمُه عَجيباً مُشيراً إِلهاً جَبَّاراً، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام لِنُمُوِّ الرِّئاسة ولسَلام لا انقضاء لَه على عَرًشِ داوُدَ ومَملَكَتِه" (أشعيا 9: 5-6). وفي هذا الصدد يقول التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية "عدد كبير من اليهود وحتى بعض الوثنيين الذين كانوا يشاركونهم في الرجاء، هؤلاء جميعا راوا في يسوع العلامات الأساسية "لابن داود" المسيحاني الذي وعد الله به إسرائيل "(بند 439). ولما شاهد الجمع يسوع يصعد إلى أورشليم، اعتقدوا انه ذاهب ليستلم مقاليد السلطة. وهذا ما سيهتف به الجمهور في دخول يسوع إلى أورشليم بانتصار" هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبّ؛ تَبارَكَتِ المَملَكَةُ الآتِيَة، مَملَكةُ أَبينا داود! هوشَعْنا في العُلى!" (مرقس 11: 10). هتف أهالي اورشليم به ابن داود، الذي يحمل الخلاص ("هوشعنا" أي "امنح الخلاص!"). ومن هذا المنطلق، نستنتج إن برطيماوس عندما نادى يسوع " يا ابن داود" أدرك أن يسوع هو المسيح. وإيمانه بيسوع أنّه المسيح جلب له الشفاء. لما تمَّ الزمان، دعي المسيح "ابن داود" (متى 1 :1). ولكن هذه التسمية لم تعبّر تعبيراً كاملاً عن سر شخصه. ولذلك فيما أن يسوع يأتي ليتمم الوعود التي بذلت لداود، فهو يعلن أنه أعظم من داود، إنه رب داود (متى 22: 42-45). فيسوع ليس " داود العبد " وراعي شعب الله فحسب (حزقيال 34: 23-24)، إنما هو أيضا الله نفسه جاء ليرعى شعبه ويخلّصهم (حزقيال 34: 15-16)، يسوع هذا هو من "نسل سلالة داود"، الذي ينتظره الروح والعروس ويستعدان لمجيئه الثاني (رؤيا 22: 16-17). الأعمى وحده رأى يسوع على حقيقته. كلهم عرفوه بعيونهم انه يسوع الناصري، أما هو فعرفه بقلبه انه "ابن داود". |
|