منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 11 - 2022, 03:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,307

قداسة البابا شودة الثالث أسباب الشك وعلاجه


قداسة البابا شودة الثالث



أسباب الشك وعلاجه


كلمتكم في مقالنا السابق عن الشك وأنواعه. وأود اليوم أن أحدثكم عن أسباب الشك، وبقدر الإمكان عن علاجه أيضًا...
إن أسباب الشك قد تكون داخلية، نابعة من الإنسان نفسه.. وقد يكون للشك أسباب خارجية. وسنحاول أن نتأمل تفاصيل كل هذا، لكيما ندرك المناسب له:

1- قد يكون سبب الشك هو طبيعة الشخص نفسه.
كأن يكون بطبيعته شكاكًا، يمكن أن يشك في أي شيء، أو يكون موسوسًا يسهل عليه أن يقع في الشك. ومثل هذا الشخص علاجه صعب جدًا، إذ أنه قد يشك في أي علاج يُقدم له، فلا يقبله!!
وقد يكون ضيق التفكير، ليس أمامه سوى الشك. ولو كان واسع الأفق لزال شكه...

2- ومن أمثلة ضيق الأفق: الانحصار في سبب واحد:
* فمثلًا شخص أقام حفلة بمناسبة عيد ميلاده، ودعا لحضورها جميع أصدقائه. غير أن واحدًا منهم تغيب، وربما تكون هناك أسباب كثيرة عاقته عن الحضور على الرغم منه. ولكن إذا حصر الداعي تغيب صديقه في سبب واحد حسب تخيله وهو إهمال هذا الصديق ونقص محبته، حينئذ يدخله الشك في إخلاصه.
* كذلك إذا تأخر زوج عن موعد عودته إلى منزله في ذات مساء: فإن حصرت زوجته سبب تأخره في افتراض واحد، فحينئذ سيدخلها الشك من جهته!
* أو أم تأخرت ابنتها في الرجوع إلى بيتها: فإن انحصرت في تعليل واحد سيء ومخيف، كأن يكون قد حدث لها حادث أصابها بمكروه، أو إن أحدًا خطفها، أو ما شابه ذلك من الأضرار، فلابد ستعصف بها الشكوك وتعيش في قلق وخوف حتى تعود ابنتها، أو قد تشك في إنها سوف تعود!!
* لذلك فليكن ذهن الإنسان متسعًا، وليفترض أسبابًا عديدة، حتى يريح نفسه، كما يريح الآخرين من شكوكه. لأن العجيب في أن الذين ينحصرون في سبب واحد، إنما يتحيرون أسوأ الأسباب التي تقلقهم وتشل تفكيرهم...!

3- من أسباب الشك أيضًا تعميم الخطأ:

* كإنسانة تعيش في بيت مملوء بالنزاع والشجار، ولها أبٍ قاسٍ يسئ معاملة أمها. فتخاف من الزواج وتتخيل أن كل زوج سيكون في نفس طباع أبيها، وأنه سوف يسئ معاملتها كما كان يفعل أبوها مع أمها!! والخطأ هنا في تعميم القاعدة، بينما ليس كل الأزواج كذلك! وليت هذه الابنة تضع أمامها أمثلة أخرى لأسرات سعيدة...

* مثال آخر مشابه، وهو لأسرة أخطأت إحدى بناتها وانحرفت... وللأسف نرى كثيرين يتخوفون من التزوج بإحدى أخواتها الكثيرات، يشكوّن في أن تكون مثل أختها التي انحرفت! كأن عنصر الانحراف قد سرى في الأسرة كلها!!

* أو كإنسان خانه أحد أصدقائه. فيشكّ في جميع الأصدقاء (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) وإخلاصهم! وربما تكون النتيجة أنه ينطوي على نفسه! ويخشى أن يقول كلمة سرّ لأحد مهما كان قريبًا على قلبه، ويظن أنه سوف يخونه هو أيضًا!


* وبنفس تعميم الخطأ، يقول أحدهم: كل شعب البلاد الفلانية بخلاء! أو احترس أن تتزوج واحدة من الشعب الفلاني لأن كل فتياتهم مستهترات! ويكون كل ذلك بسبب حالات فردية لا تشمل الكلّ..


4- سبب آخر للشك هو البساطة، أو العمق أحيانًا...
* الإنسان البسيط يصدق كل شيء، فلا يقع في الشك
ولكن ربما بسبب بساطته، يحكى له أحدهم أخبارًا متتابعة عن صديق له يتكلم عنه دائمًا بالسوء، فيصدق تلك الأخبار ويشك في إخلاص صديقه!
أو بسبب بساطته، يخدعه البعض من جهة أمور تتعلق بالعقيدة والإيمان، فيوقعه في شكوك..!
* ومن الناحية الأخرى نرى المتعمق في تفكيره يصل إلى الشيء وعكسه!! فالعمق في التفكير يقوده إلى العمق في الإيمان فيكتشف زيف الشكوك ويرفضها ولا يقبلها. كما أن التعمق في التفكير قد يقود إلى لون من العقلانية البحتة البعيدة عن الإيمان ويحاول أن يفحص أمورًا أعلى من تفكيره خاصة بالله أو العقيدة. فيقع في شكوك..!

5- وقد يأتي الشك من معاشرة الشكاكين أو من الشائعات:
كم أنه بمعاشرة أهل الإيمان يتعمق الإنسان في إيمانه، كذلك بمعاشرة الشكاكين تنتقل إليهم عدوى شكوكهم. فالبعد عن هؤلاء أفضل. وعلى الأقل عدم تصديقهم...
كذلك ينتقل الشك عن طريق الشائعات التي كثيرًا ما تكون خاطئة. ولكنها مع ذلك تنتشر وتزداد! فخير لك أنك لا تسمعها. وإن سمعتها لا تصدقها...
* ومن مصادر الشك أيضًا قراءة الكتب التي تحوي شكوكًا. فأبعد عن هذه الكتب، وتخيرّ الكتب التي تبني إيمانك، وليست التي تهدمه...

6- من أسباب الشك أيضًا، حروب الشيطان...
فهذا هو أسلوب الشيطان باستمرار: أن يغرس أفكار الشك في أذهان الناس في كل شيء: في الله ووجوده، وفي استجابة الله للصلاة، وفي الإيمان عمومًا... وفي العلاقات مع الآخرين.. وذلك لكي يبلبل بها أفكار الناس... فلا تستجب إطلاقا ًلأفكاره.

7- الشك بسبب الوهم:
بعض الناس يحاربهم الشك بسبب أوهام لا تتعب غيرهم في شيء. مثال ذلك من يشك في سلامة يومه إذا بدأه بسماع صوت بومة أو صوت غراب أو ما أشبه...
وهناك من يحاربه الشك بسبب رقم (13) ويشعر أنه لابد من شرّ وراءه. فيدخله الشك في كل يوم يكون تاريخه (13) أو مضاعفاته! كذلك إن كان رقم بيته (13) أو تليفونه يبدأ بهذا الرقم.. إلخ.
وكلها أوهام لا تبنى على أية قاعدة أو عقيدة أو منطق...

8- الشك بسبب العَمَل أو السحر
البعض إذا كان في ضيقة لا يعرف لها سببًا، كفتاة كلما يأتيها عريس ينصرف ولا يعود، تشك أن البعض قد عمل لها عملًا (أو سحرًا). وهكذا قد تلجأ إلى المشعوذين بحجة فك العمل، فتقع في أيديهم واستغلالهم!!
وما (العَمَل) إلا شيء آخر من الوهم لا وجود له...

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قداسة البابا شنودة الثالث | من أسباب الشك أيضًا، حروب الشيطان
قداسة البابا شنودة الثالث | من أسباب الشك أيضًا تعميم الخطأ
قداسة البابا شنودة الثالث | الشك أيضًا سبب من أسباب الكآبة
قداسة البابا شودة الثالث الشك وأنواعه
القلـق: أسبابه وعلاجه بقلم قداسة البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 04:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024