|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نبوة عن رحمة مشروطة: 17 فَقَالَ إِرْمِيَا لِصِدْقِيَّا: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنْ كُنْتَ تَخْرُجُ خُرُوجًا إِلَى رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ، تَحْيَا نَفْسُكَ وَلاَ تُحْرَقُ هذِهِ الْمَدِينَةُ بِالنَّارِ، بَلْ تَحْيَا أَنْتَ وَبَيْتُكَ. 18 وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ لاَ تَخْرُجُ إِلَى رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ، تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ فَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ، وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِمْ». 19 فَقَالَ صِدْقِيَّا الْمَلِكُ لإِرْمِيَا: «إِنِّي أَخَافُ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ قَدْ سَقَطُوا لِلْكَلْدَانِيِّينَ لِئَلاَّ يَدْفَعُونِي لِيَدِهِمْ فَيَزْدَرُوا بِي». 20 فَقَالَ إِرْمِيَا: «لاَ يَدْفَعُونَكَ. اسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ فِي مَا أُكَلِّمُكَ أَنَا بِهِ، فَيُحْسَنَ إِلَيْكَ وَتَحْيَا نَفْسُكَ. 21 وَإِنْ كُنْتَ تَأْبَى الْخُرُوجَ، فَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرَانِي الرَّبُّ إِيَّاهَا: 22 هَا كُلُّ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي بَقِينَ فِي بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا، يُخْرَجْنَ إِلَى رُؤَسَاءِ مَلِكِ بَابِلَ وَهُنَّ يَقُلْنَ: قَدْ خَدَعَكَ وَقَدِرَ عَلَيْكَ مُسَالِمُوكَ. غَاصَتْ فِي الْحَمْأَةِ رِجْلاَكَ وَارْتَدَّتَا إِلَى الْوَرَاءِ. 23 وَيُخْرِجُونَ كُلَّ نِسَائِكَ وَبَنِيكَ إِلَى الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَنْتَ لاَ تُفْلِتُ مِنْ يَدِهِمْ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُمْسَكُ بِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَهذِهِ الْمَدِينَةُ تُحْرَقُ بِالنَّارِ». [17-23]. كان إرميا صريحًا كل الصراحة، فتحدث مع الملك بكلمات الرب، كما كان عجيبًا في حبه للغير، حتى للملك الذي دخل به إلى السجن فإنه يطلب له أن يخلص من الموت. بما أن إرميا قد عرف أن الملك لا يقبل نصيحته، فإنه كلمة "اسمع" يكون معناها هنا "إذا سمعت". قدم له سبع نبوات خطيرة إذا لم يسمع لصوت الرب ويخرج إلى رؤساء ملك بابل، وقد تحققت هذه النبوات حرفيًا: أ . تسليم المدينة في أيدي رؤساء ملك بابل [17-18]. ب. يحرقون المدينة بالنار [18، 23]. ج. لن يفلت الملك من أيديهم. د . يخرج كل نساء الملك إلى الرؤساء [22]. ه. يقدم النساء مرثاة على الملك، قائلًات: لقد خدعك أصدقاؤك [23]. وردت هذه المرثاة في عوبيديا 7: "طردكَ إلى التُخم كل معاهديك، خدعك وغلب عليك مسالموك؟ أهل خبزك وضعوا شركًا تحتك؛ لا فهم فيه". في الشرق يشعر الإنسان بخجلٍ شديدٍ عندما يصدر التوبيخ من امرأة، كم بالأكثر إن صدر هذا نحو ملك، خاصة وإن كانت النساء هن نساء قصره. و. يُرسل نساء الملك وبنوه إلى الكلدانيين. ز. يهرب الملك لكن يلقي ملك بابل القبض عليه. تتم هذه النبوات الخطيرة في حياة كل إنسانٍ يرفض كلمة الرب ويعمل حسب مشيئته البشرية: * تُسلم مدينة قلبه إلى أيدي رؤساء ملك بلبل، أي تسقط تحت خطايا كثيرة تفقده حريته الداخلية، وتسلبه سلامه الحقيقي، فيعيش مستعبدًا في مذلةٍ وعارٍ. * تحرق المدينة أورشليم الداخلية بنار الشهوات عوض أن تلتهب بنار الروح القدس وتشتعل بالحب الإلهي. * لن يفلت الملك من أيديهم بل يسقط أسيرًا فيُنزع عنه سلطانه الملوكي. هكذا تفقد الخطية سلطان الإنسان، وتحرمه من الملوكية ليعيش في ضعف. * أما نساؤهأي طاقات جسده وغرائزه وأحاسيسه ومشاعره فتخرج إلى الرؤساء؛ أي تُمتص في الشر، وتتحد مع الفساد عوض تقديسها لحساب الرب. * المرثاة التي تقدمها النساء تشير إلى شهادة أعماق الإنسان نفسه ضده، فبعد سقوطه في الفساد، يشعر بالخيبة والضياع، لكنه يفقد حرية الإرادة والقدرة على التصحيح. * إرسال النساء والبنون إلى الكلدانيين، تعني حرمان الإنسان من أرض الموعد والتمتع ببيت الرب الروحي ليحيا كما في السبي. * هروب الملك صدقيا وقبض ملك بابل عليه يشير إلى فشل المحاولات البشرية للخلاص دون الالتجاء إلى الطاعة لكلمة الله والتمسك بالنعمة الإلهية. |
|