|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد14 السبت 26 يناير 2013 بقلم : قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية.. حبيبي أبيض وأحمرنش5:10 إنها أكثر عبارة في سفر النشيد تناسب يسوع المصلوب كلمة أبيضتمثل النقاوة الكاملة والقدسية المطلقة التي ينبغي أن يتصف بها هذا الفادي الذي يموت عن العالم كله,بينما كلمةأحمرتعبر عن دمه المسفوك علي الصليب. ولنحاول أن نتتبع كلمةأبيضودلالتها. أبيض: تدل علي مجد الرب,كما ظهر في التجلي. يقول الإنجيل عنه في قصة التجليوتغيرت هيئته قدامهم وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدا,كالثلج لايقدر قصار علي الأرض أن يبيض مثل ذلكمر9:3,2. أما في إنجيل متي فيقولفتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنورمت17:2 حبيبي أبيضأبيض كالنور أو أبيض لأنه نور... ويقول الكتاب إن الله نور1يو1:5إن جلست في الظلمة فالرب نور ليمي7:8وهو نفسه قالأنا نور العالميو8:12وقيل عنه في إنجيل يوحنا إنهالنور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسانيو1:9لذلك فالمؤمنون به يدعونأبناء النوريو12:36. الملائكة أيضا يتصفون باللون الأبيض كملائكة من نور 2كو11:14. قيل عن ملاك القيامة الذي دحرج الحجركان منظره كالبرق,ولباسه أبيض كالثلجمت28:3وقيل عن ملاك آخر إنه كانلابسا حلة بيضاءمر16:5 وفي وعد الرب في سفر الرؤيا إنه قالمن يغلب فذلك سوف يلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياةرؤ3:5. اللون الأبيض هو أيضا يميز القديسين وخدمة الكهنوت: لأنه يدل علي النقاوة والقداسة فالكهنة والشمامسة في خدمة المذبح يلبسون ملابس بيضاء وقال الرب عن المفديين إنهم بيضوا ثيابهم في دم الخروفإنهم المتسربلون بثياب بيضالذين أتوا من الضيقة العظيمةرؤ7:13,9,14وقيل نفس الوصف أيضا عن الأربعة والعشرين قسيسا حول عرش الله أنهم كانوامتسربلين بثياب بيضرؤ4:4. نضم إلي كل أولئك التائبين. الذين وعدهم الرب قائلاإن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلجأش1:18هؤلاء الذين ينطبق عليهم قول المرتل في مزمور التوبة اغسلني فأبيض أكثر من الثلجمز51:7. التائب هو أيضا حبيب أبيض عبارة حبيبي أبيضحينما تقال عن الله إنما ترمز إلي طبيعته إذ هو نور وكذلك ترمز إلي قداسته كذلك إلي خدامه من الملائكة والبشر الصالحين المفديين والبشر من الكهنة والتائبين. كذلك اللون الأبيض يرمز إلي وقار الله وإلي أزليته. يقول دانيال النبي في إحدي الرؤي وجلس القديم الأيام:لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي,وعرشه كلهيب نار..دا7:9ونلاحظ هنا ورود اللونين الأبيض والأحمر معا لأن النار حمراء.ونلاحظ نفس اللون تقريبا في رؤيا يوحنا اللاهوتي إذ يقول في ظهور الرب له. وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف النقي كالثلج وعيناه كلهيب نار.ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتونرؤ1:15,14حقاحبيبي أبيض وأحمرفي التجلي علي الصليب في الرؤيا... فإن كنت تحب إلها,كن أبيض مثله بقلب أبيض ... بفكر أبيض وألفاظ بيضاء ومشاعر بيضاء إن كنت بهذا الوصف الأبيض يمكنك أن تتناول من الأسرار المقدسة. القديس موسي الأسود:لما سيم كاهنا ولبس ملابس الخدمة البيضاء قالوا لهها قد صرت أبيض كلكفأجابهمحبذا لو كان هذا من الداخل أيضا. لذلك حذر الكتاب من الاقتصار علي البياض الخارجي وحده! فالكتبة والفريسيون المراءون شبههم الرب بقبور مبيضة تبدو من الخارج جميلة ومن الداخل عظاما نتنةمت23:27. وقد قال القديس بولس الرسول لرئيس كهنة اليهود الذي أمر بضربه مخالفا للناموس سيضربك الله أيها الحائط المبيضأع23:3. تحدثنا عن كلمةأبيضفلنتدرج إذن إلي كلمةأحمر: أحمر: حبيبي أحمر: أحمر لأنه نار كما قيل إلهنا نار آكلةعب12:29كذلك قد شبه الروح القدس بالنار وقد حل علي التلاميذ يوم الخمسين بألسنة كأنها من نارأع2:3. إلهنا نور,ونار أبيض وأحمر. والسيد المسيح كان أبيض في وداعته وأحمر في حزمه. كان أبيض وهو القدوس المولود من العذراءلو1:35وأحمر وهو الحمل المذبوح عن العالم بثياب محمرة قد داس بها المعصرة وحدهأش63:3,2. رآه يوحنا في أول الرؤيا رأسه وشعره أبيضان كالصوف الأبيض كالثلج,وعيناه كلهيب ناررؤ1:14ولعل يوحنا قال في قلبه حينما رآه أبيض وأحمرأنا يارب أتحير :كيف تجمع وداعتك المحببة إلي النفس وبين عينيك اللتين كلهيب نار,اللتين -كما روي التقليد-قال عنها بيلاطس البنطي في وصف يسوع الناصري ما كان أحد يستطيع أن ينظر طويلا إلي عينيهمن عمق هيبتهما...صفاتك يارب لاتتناقض... في رحمتك أبيض وفي عدلك أحمر ورحمتك وعدلك لا ينفصلان.. أنت رحيم في عدلك وعادل في رحمتك. فيك يمتزج اللونان الأبيض والأحمر كالخمر... لذلك قيل أيضا في سفر النشيد إنحبك أطيب من الخمرنش1:2يمتزج فيه الحنو الأبيض بالحزم الأحمر الجاذبية بالهيبة العطف بالتأديب..مثلما وبخ بطرس بعد القيامة في حنو عجيب:يناديه باسمه العلمانيسمعان بن يوناوفي نفس الوقت يقول لهإرع غنمي إرع خرافيويسأله ثلاث مرات أتحبني أكثر من هؤلاء؟!قد حزن بطرس وفي نفس الوقت يمنحه عمل الرعاية..يو21:15-17. أنت يارب أبيض علي الصليب أبيض في قداستكم, لا تستحق الموت وأنت أحمر في دمك المراق عنا كحامل لخطايانا. وهذا الفداء العظيم تظهر له صورتان:إحداهما في المعمودية في العهد الجديد والأخري في خيمة الاجتماع في العهد القديم. في المعمودية نري المعمد بملابس بيضاء مع شريط أحمرالزنار. فالملابس البيضاء تشير إلي الحياة الجديدة التي نالها في المعموديةرو6:4بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدستي 3:5أما الشريط االأحمرالزنارفيشير إلي دم المسيح الذي باستحقاق ينال المعمد التبرير وغفران الخطاياأع2:38أع22:16أما في خيمة الاجتماع فكان الدم يرش علي جدرانها وعلي مذابحها دليلا علي أنه بهذا الدم الأحمر ينال مقدم الذبيحة الحياة البيضاء بالتوبة وهو نفس معني قول المزمور انضح علي بزوفاك فأطهر واغسلني فأبيض أكثر من الثلجمز51:7. الزوفا كانت نوعا من العشب يرش به الدم الأحمر فتصير الحياة بيضاء بالمغفرة وهكذا يولد الأبيض من الأحمر. والذي يرشه الرب بزوفاه يقول عنهحبيبي أبيض وأحمر هذا ما قصده المرنم في مزمور التوبةمز51وهو نفس المعني الذي كتب في سفر الرؤيا بيضوا ثيابهم في دم الخروفرؤ7:14 هذا الدم الأحمر جعل ثيابهم بيضاء يغتسل الخاطيء في الدم الأحمرأي في الفداءفيصير أبيضأي نقيا من كل خطاياه حياة كل إنسان فينا هي قصة الأبيض والأحمر معا. صار كل منا أبيض نقيا بواسطة الدم الأحمر الذي يطهره كما قال القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولي عن إله الآبودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية1يو1:7كل تائب بيض ثيابه في دم الخروف ونضح الله عليه بزوفاه فصار أبيض من الثلج..هو أبيض بالمغفرة التي نالها وأحمر في الدم المسفوك عنه الذي اغتسل به يراه الرب من الصليب ويقول حبيبي أبيض وأحمر. كانت الخطية في العهد القديم تشبه أحيانا اللون الأحمر: وهكذا قيل في سفر إشعياء النبيإن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوفأش1:18إذن الخطية حمراء كالقرمز الأحمر يظهر في عين الغضوب المملوءة دما... ونجد أن عيسو الخاطيء خرج من بطن أمهأحمر كلهخر25:25. لون الخطية الأحمر حمله المسيح نيابه عنا إذ ألبسوه رداء قرمزيامت27:28بلون الخطية القرمزيأش1:18. وإذ نراه في نقاوته البيضاء يحمل عارنا نقول عنه حبيبي أبيض وأحمرلقد صار القدوس الذي بلا خطية حاملا لكل خطايانا وغطاه بالدم الكريم الأحمر. وكان اللون الأحمر يرمز أحيانا إلي ثياب الملوك. وإذ ألبسوه في صلبه ثياب الملوك-سخرية منهم-فإنه في الحقيقة صار في صلبه ملكا علينا,امتلكنا إذ اشترانا بدمه1كو6:20في دمه رآه اللص التائب ملكا فقال لهاذكرني يارب متي جئت في ملكوتكلو23:42. |
|