القديس أمبروسيوس الأسقف
وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني؛ سيرته قائلًا: ولد في مدينة " تريفيري " في فرنسا عام 340م حيث كان أبوه روماني واليًّا.
ولمّا مات أبوه، عادت به أمّه إلى روما مع شقيقته مركلِّينا وشقيقه ساتيروس، وانصرفت إلى تربية بنيها تربية مسيحيّة صالحة.
اتقن علم الآداب والفلسفة فقرَّبه والي إيطاليا أنيسيوس بربُّوس المسيحيّ، وجعله مُستشارًا له، ثمّ واليًّا على ميلانو وقال له: "اذهب وكُنْ أسقفًا، أكثر من أن تكون واليًّا".
راح أمبروسيوس يُدير شؤون الولاية بالعدل والاستقامة.
ولمّا مات أوسكنديوس أسقف ميلانو الأريوسيّ، اشتدّ الخصام حول من يخلفه. فراح أمبروسيوس يحثهم على الإتفاق والسّلام.
ولم يقبل الأسقفيّة إلاًّ مُرغمًا نزولًا عند رغبة الشّعب وقبل أن يتسلّم رئاسة الأسقفيّة، وزّع أمواله على الكنيسة وعلى الفقراء.
وانصرف يبذل كلَّ عنايته بشؤون رعيّته، فيردُّ الضّالين منهم إلى حظيرة الخِراف وكفاه مجدًا وفخرًا أنّه ردَّ القديس أوغسطينوس إلى التوبة. وقد حمل حملة ً شعواء على البدعة الأريوسيّة التي كانت تعيث فسادًا.
وكان يجمع بين فضيلتَيّ التواضع والشّجاعة معًا، فلم يكن ليهاب أحدًا من عظماء الدنيا أيًّا كان، في الدفاع عن الحقّ.
وجاء الملك تاودوسيوس إلى ميلانو، بعد أن قتل أبرياء من أهل تسالونيكي، وأراد أن يدخل الكنيسة فمنعه أمبروسيوس وقال: لا يجوز لك أيّها الملك أن تدخل بيت الله بيدين ملطَّختين بدم الأبرياء.
وكما امتاز هذا القدّيس بجرأته وتواضعه، قد امتاز أيضا بشفقته على الفقراء، والمحتاجين والمتضايقين. وكان شغوفًا بالعبادة للعذراء مريم فألَّف بمديحها نشائد عديدة بديعة. وأنشأ ديرًا للعذارى تحت إدارة شقيقته مركلِّينا؛ وبمثل هذه الأعمال الصّالحة، أنهى القدّيس أمبروسيوس حياته المجيدة، في 4 أبريل سنة 398. وله من العمر 64 سنة.
وقد أغنى الكنيسة بكتاباته اللاهوتيّة وشرحه الأسفار المقدّسة بالترانيم والطقوس البيعيّة فأحصته الكنيسة بين ملافنتها وآبائها الأعلام.