رفع موسى الحية في البرية حتى أن كل من ينظر إليها ينال الشفاء من لدغة الحيات المحرقة التي لدغت بني إسرائيل المتذمرين في صحراء سيناء. وقاد الله شعبه بواسطته أربعين سنة بعمود من السحاب المعجزي الذي ظلل عليهم في النهار، وهداهم في الطريق، كما بعمود من النار في الليل ليبعد عنهم الوحوش المفترسة وليقودهم في سفرهم، إذ شاء الله لهم أن يسافروا بالليل أو بالنهار. لقد كان موت موسى موت رجل عظيم، تقول عنه التوراة: »وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ، وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلَا ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ« (تثنية 34:7). وتستمر التوراة تقول: »وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ، فِي جَمِيعِ الْآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ الَّتِي أَرْسَلَهُ الرَّبُّ لِيَعْمَلَهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَكُلِّ أَرْضِهِ، وَفِي كُلِّ الْيَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ الْمَخَاوِفِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ« (تثنية 34:10 - 12).