السحاب والضباب حول الله؛ لأنه عظيم ومهوب ولا يمكن إدراك أعماقه، كما لا يمكن رؤية ما وراء الضباب والسحاب. وقد ظهر الضباب حول الله مرات كثيرة في العهد القديم والجديد؛ إذ كان يحل حول خيمة الاجتماع، وعمود السحاب كان يقود شعب الله في البرية، كما ظهر الضباب على الجبل عندما أعطى موسى الوصايا والناموس، وظهر الضباب أيضًا في تجلى المسيح ... والسحاب والضباب يرمزان إلى جسد المسيح الذي أخفى فيه لاهوته. والعذراء هي السحابة التي حملت المسيح في بطنها كما ذكر أشعياء (اش19: 1). والملائكة أيضًا هم السحاب والضباب المحيط بالله، وكذلك المؤمنون بالله هم السحاب والضباب بحياتهم النورانية العميقة، فيشهدون لله بسلوكهم.
والله أيضًا فيه العدل الكامل، وبالتالي له وحده القضاء والدينونة، فبتجسده أدان الخطية عندما صلب عنا، وفى مجيئه الثاني يقضى ويدين العالم كله. والمؤمنون بالله في حياتهم يظهرون عدله وقضاءه، إذ يكونون نورًا للعالم يدعون الآخرين للتوبة الاقتداء بهم، وإلا فإنهم يدانون أمام الله.