رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيادة بالروح أمر الروح القدس الأنبياء والمعلمين في كنيسة أنطاكية بتخصيص برنابا وشاول لكي يبشرا في آسيا الصغرى وأوروبا. وبعد أن تمت سيّامة الرسولين بالصلاة ووضع أيادي الآباء الحاضرين، انطلق الرسولان في مهمتهما التبشيرية الأولى دون إعداد لخطة تبشيرية مسبقة، لكنهما كانا تحت قيادة الروح القدس. وفي بافوس في جزيرة قبرص وقفا يبشران الوالي سرجيوس بولس، لكن رجلًا يهوديًا ساحرًا يَدَّعي لنفسه المعرفة والعلم، ويسمي نفسه "عليم" قاوم عمل الرسولين لكي يمنع الوالي عن الإيمان بالمسيح. ولكن الروح القدس ملأ بولس الرسول فانتهر عليم الساحر بقوة، ونطق، قائلًا له: "... أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟ فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ..." (أع 13: 10- 11). فلما رأى الوالي ما حدث آمن بالرب. لم يحدث فيما بعد أثناء كرازة معلمنا بولس حادثة مثل تلك التي حدثت في بافوس. لقد أراد الرب أن يظهر لبولس وبرنانا في بداية عملهما الجديد حضور روح الله القدوس وقيادته لهما بصورة محسوسة، تأكيدًا لوعده الصادق، القائل: "فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ" (مت 10: 19- 20). لقد حلَّ الروح القدس على الكنيسة، لكي يرشد أولاد الله إلى الحق ويقويهم بنعمة الله، ولهذا لم يسمح الرب لتلاميذه القديسين بالانطلاق للكرازة إلاَّ بعد حلول الروح القدس عليهم، كقوله: "وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي" (أع 1: 4). القارئ العزيز... روح الله القدوس ساكن فيك ومعك ولن يفارقك، ولكن هل تريده أن يملأك؟ إن الامتلاء من روح الله امتياز عظيم للمؤمنين، لأنه يملأهم من القوة والنعمة الإلهية اللازمة ليتمموا خلاصهم، هو يملأ الإنسان من السلام، من الحكمة، من البصيرة الصائبة، من الجرأة في الحق، من الثبات وعدم الخوف، من الصبر، من الرجاء، إلى آخره... كل هذه النعم ستقودك في الطريق المؤدي للحياة والمجد... ففي وقت ضيقك تشبث بإيمانك وببنوّتك لله، ولا تضطرب لكي يملأك روح الله القدوس، وهو سيتولى قيادتك في الطريق الصالح، كقوله: "لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ الله" (رو8: 14). |
|