رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أوغريس البنطي
(الأنبا إيفاجريوس البنطي | مارأوغريس) قصة حياة أوغريس أو إيفاجريوس البنطي Evagrius Ponticus وباليونانية Εὐάγριος, ὁ Ποντικός تمثل صورة حيّة لقوة التوبة التي ترفع الإنسان من الحياة الساقطة الدنيئة ليصير عضوًا روحيًا فعالًا في حياة الكنيسة، كما تمثل لغزًا أيضًا فبينما عاش صديقًا وتلميذًا للقديس مقاريوس الكبير، لكنه إذ اهتم بالتفسير الرمزي والتأمل في الكتاب المقدس مع الكتابة، كان له أثره على كثيرين مثل بالاديوس ويوحنا كاسيان ومكسيموس المعترف مقدمًا لهم الأفكار الأوريجانية الرئيسية، كما سبب انشقاقًا في الحياة الرهبانية إذ ثار كثيرون من محبي الحياة التقوية البسيطة على منهجه، وحسبوه مفسدًا للرهبنة بأفكاره الأوريجانية الرمزية. نشأته: في القسطنطينية سلمه القديس إغريغوريوس للبطريرك نكتاريوس، بوصفه شماسًا بارعًا في دحض كل الهرطقات، فصار واعظًا شهيرًا عُرف بحمية الشباب في دحض البدع. رهبنته بجبل نتريا ومنطقة القلالي: في سنة 382 م ترك القسطنطينية إلى صحراء نتريا ليدرب نفسه بين الرهبان، وقد بقيّ بها عامين تقريبًا، لينتقل إلى منطقة القلالي حتى نياحته عام 399 م. وقد صار تلميذًا للقديسين المقارين وصديقًا حميمًا لهما. أراد القديس ثاوفيلس الإسكندري أن يرسمه أسقفًا فرفض. وقد روى لنا القديس بالاديوس قصة رهبنته في شيء من التفاصيل، نذكرها في اختصار: كان إيفاجريوس الشماس مكرمًا جداّ بالقسطنطينية، وكان له عمله الوعظي الفعّال، لكن عدو الخير اقتنصه بالتفكير في إحدى النساء الشريفات، وإذ كان يخاف اللَّه صار يبكي طالبًا من الله أن يحرره من أفكار الشهوة، خاصة أن السيدة نفسها كانت تحبه جدًا. وفي أحد الأيام إذ كان يصلي بحرارة، رأى كأن جنود الوالي ألقوا القبض عليه وقيّدوه وألقوه في حبس، ووضعوا قيدًا حول عنقه دون إبداء أسباب، فظن أن ما حّل به كان بشكوى من زوج المرأة عقابًا له على أفكاره. اضطرب إيفاجريوس جدًا، لكنه شاهد أيضًا آخرين يحاكمون، وإذا بالملاك يتحول إلى صديق يتحدث معه، وهو مُقيد مع أربعين من المجرمين هكذا:
لكن للأسف كشاب نال شهرة عظيمة، فقسّى الشيطان قلبه، وعاد إلى أفكار الشر خلال غروره وكبريائه، فسمح له الله بحمى شديدة أنهكت قواه، وقد بقيّ يعاني منها ستة شهور دون شفاء. هنا تدخلت القديسة ميلانيا لتسأله: "يا بني، إني حزينة لمرضك الطويل، قل لي ما في فكرك، لأن مرضك ليس بعسير على الله"، وإذ صارحها بكل شيء قالت له: "ليتك تعدني بالله أن تقصد الحياة الرهبانية، ومع إنني خاطئة لكنني أصلي من أجلك فيهبك الله الشفاء". فوافقها على ذلك، وصلت من أجله. وإذ شُفيّ بعد أيام قليلة انطلق إلى جبل نتريا في مصر ليمارس حياة روحية تقوية جديدة، مجاهدًا بلا انقطاع في نسك شديد مع عبادة ودراسة في الكتاب المقدس، وأيضًا النساخة إذ كان خطه جميلًا. ضيّق عليه شيطان الشهوة الخناق، كما قال بنفسه للقديس بالاديوس، حتى كان يضطر أن يقف عاريًا، في وسط الليل في البرد فيتجمد جسده... وهو يصرخ ويصلي... وكان عنيفًا جدًا مع جسده لتأديب نفسه. مع القديس مقاريوس: قال: "إنني مضيت إلى عند الأب القديس مقار، فسألته عن الأفكار التي يقاتلني بها الشيطان... فلما تحدث معي أضاء وجهه أكثر من ضوء الشمس، ولما لم أستطع أن أنظر إلى وجهه سقطت على وجهي فبسط يده وأنهضني". يبدو أن القديس أوغريس كثيرًا ما كان يحارب بالكبرياء، بسبب معرفته وعلمه، إذ قيل لما جاء للقديس مقاريوس مرة يسأله كلمة حياة، قال له: "إنك حقًا تحتاج أن تتزين بالفضيلة، ولكن الأفضل لك إن كنت تستطيع أن تطرد عنك فخر الحكمة العالمية، وتتمسك باتضاع العشار فتحيا. فقال أوغريس: "إنه لما قال لي هذا عملت له مطانية وانصرفت، وكنت أقول في نفسي إن أفكاري مكشوفة لأنبا مقار رجل الله، وكنت في كل وقت أقابله أرتعد من حكمه الذي سمعته منه". كما يقول مار أوغريس: "كنت ذات يوم في صحبة القديس مقار الكبير في وقت الظهيرة، وبينما كنت أحترق من شدة العطش استأذنت منه لأشرب ماء، فأجابني: "اكتف بالبقاء في الظل، فإنه يوجد الآن كثير من الناس مسافرين بالبر أو البحر ومحرومين، حتى من هذا الظل المتوفر أمامك". وبينما كنت أحدثه عن الإماتة قال لي: "لقد قضيتُ عشرين عامًا كاملًا لم أكمل إرادتي في الأكل والشرب والنوم، فما كنت أتناول الخبز إلا بقدر، والماء كنت أشربه بالكيل، أما النوم فكنت أسترق القليل منه باستنادي على الحائط على قدر حاجة الجسد". كتاباته: إذ كان يميل إلى التأمل الأوريجاني وَجد معارضة شديدة من بعض الرهبان، ولعل هذا هو السبب في فقدان كل كتاباته باللغة الأصلية، فلم تبق لنا إلا الترجمات اللاتينية أو السريانية. ويعتبر القديس مارأغريس أول راهب غزير في كتاباته من جهة الكمية، ومن جهة أثرها على التقوى المسيحية. فقد كان غالبية الرهبان لا يميلون إلى الكتابة سوى نسخ ما هو لغيرهم، أما القديس أوغريس فارتباطه وحبه لشخصية أوريجينوس وأفكاره، جعله خصبًا في كتاباته، بل واعتبره الدارسون المؤسس للفكر الباطني (السري Mystical ) الرهباني. تأثر به قادة شرقيون وغربيون مثل بالاديوس ويوحنا كليماكوس وهيسخيوس ومكسيموس المعترف، ويوحنا كاسيان وفيلكسينوس واسحق نينوى وغيرهم. امتدت مدرسته من القرن الرابع حتى الخامس عشر، ولا زال لها أثرها حتى القرن العشرين. دين سنة 553 م في مجمع بنيقية كأوريجاني، وبقيّ هذا الاتهام موجهًا ضده أكثر من مرة. أهم كتاباته هي: 1. "أفكار الشر الثمانية" هذا الفكر أخذه عن آباء برية مصر، حيث كانوا يحصرون الخطايا في سبع أو ثمان خطايا. وقد قدم من الكتاب المقدس اقتراحات لمقاومة كل فكر. في هذا الكتاب أظهر أن الراهب "العامل" هو الراهب الدائم الصراع (الجهاد). من كلماته:
|
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس أوغريس أو إيفاجريوس وأهم كتاباته |
إيفاجريوس البنطي هو تلميذ للقديسين مكاريوس الكبير |
غريس أو إيفاجريوس البنطي |
قصة حياة أوغريس أو إيفاجريوس البنطي (وليس النبطي) |
القديس مار أوغريس البنطي |