"جاد" يكشف" تفاصيل زيارة رئيس المخابرات العسكرية القطرية لــ"مصر"
كتبت: ماريا ألفي
كشف النائب "عماد جاد" –عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك" – تفاصيل زيارة رئيس المخابرات العسكرية القطرية لمصر. حيث قال "جاد" الآتي: "أكدت مصادر مصرية على قدر كبير من الأهمية والمسؤولية أن رئيس المخابرات العسكرية القطرية أحمد بن ناصر بن جاسم قد وصل إلى القاهرة يوم الخامس والعشرين من مايو الماضى، دون تنسيق مع المخابرات المصرية، كما تجرى العادة، وأنه دخل مصر بجواز سفر دبلوماسى كراكب عادى ودون المرور باستراحة كبار الزوار، وفقا للبروتوكول، وقد غادر القاهرة بعد أربعة أيام على متن الخطوط الجوية القطرية. ويأتى هذا التأكيد من جانب مصادر مصرية سيادية لينهى حالة الجدل فى وسائل الإعلام حول حقيقة هذه الزيارة وحدوثها من عدمه، فقد جاء الرجل إلى مصر بالفعل، كراكب عادى وفى ملابسات غير معتادة فى حال زيارة شخصيات على هذا القدر من الأهمية، فبصرف النظر عن حجم ووزن وقيمة ومكانة دولة قطر العسكرية وثقل رئيس جهاز مخابراتها العسكرية، فهو فى المحصلة النهائية رئيس مخابرات عسكرية لدولة خليجية تملك من المال أكثر مما تملك من مصادر للقوة الناعمة، ومن ثم فعادةً ما يأتى المسؤولون من هذه الدول على متن طائرات خاصة ويبالغون فى طلب الإجراءات البروتوكولية، ومن ثم فإن الزيارة دون إبلاغ الجهات المعنية فى مصر أمر يثير عشرات من علامات الاستفهام عن أسباب ذلك وعن حالة الجرأة فى الإقدام على خطوة من هذا النوع، دون اعتبار لرد فعل من جانب الدولة المصرية وأجهزتها السيادية التى تعرضت بالقطع لرسالة غير ودية بالمرة من الشقيقة قطر. أيضا ماذا فعل رئيس المخابرات القطرية على أراضينا فى الأيام الأربعة التى قضاها؟ المؤكد أن الزيارة لم تكن خاصة للاستجمام أو الترفيه". وتابع "جاد" قائلاً :" المهم فى هذه الزيارة وهو أن الرجل بالقطع جاء لمهمة خاصة لم يشأ أن تعلم بها أجهزة الدولة المعنية وتحديدا من يدير شؤون البلاد فى المرحلة الحالية، وهو ما يفتح المجال من جديد حول ما سبق وأُثير من جدل حول اجتماعات عقدها رئيس المخابرات العسكرية القطرية مع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ومرشح الجماعة لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد مرسى، وهى الاجتماعات التى ذُكر أن المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى قد حضر جانبا منها وكانت تدور حول اتفاق جماعة الإخوان مع قطر عبر رئيس مخابراتها العسكرية على احتكار قطر لقناة السويس، بعقد يمتد عشرات السنين فى صيغة أشبه بالاحتكار الإنجليزى الفرنسى للقناة، وهو الاحتكار الذى أنهاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتسبب فى العدوان الثلاثى على مصر من دولتَى الاحتكار إضافة إلى إسرائيل. وذكرت المصادر أيضا أن حمدين صباحى قد غادر الاجتماع غاضبا على أثر طرح هذا الملف، مؤكدا أنه معارض ولكنه ليس خائنا. ومن جانبه؛ قال جاد :بصرف النظر عن صحة الواقعة من عدمها، فإن زيارة رئيس جهاز المخابرات العسكرية القطرى لبلادنا دون المرور بالطرق الرسمية المعتادة والمتَّبعة يثير عشرات من علامات الاستفهام، لا سيما أن الزيارة جاءت فى وقت يتصاعد فيه الجدل حول الدور القطرى فى العديد من الملفات الساخنة والملتهبة فى المنطقة من لبنان إلى السودان، إضافة إلى الدور الذى تقوم به قطر فى سوريا وتبنى رؤية ومشروع الإطاحة بنظام بشار الأسد. من حق قطر أن تمارس سياستها الخارجية كما يحلو لها وتوظف ما لديها من قدرات وأموال، وتجند ما تشاء من إعلاميين وسياسيين، ولكن ما ليس من حقها أن تتعامل مع مصر باعتبارها السودان أو لبنان، أى ساحة مفتوحة للعب وفرصة سانحة للسيطرة على مصادر سيادية مصرية بمساعدة من قوى سياسية مصرية ممثلة فى جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة، وهو أمر أحسب أنه بات يخص الأجهزة السيادية المصرية التى عليها أن تحصّن بلادنا فى المرحلة الانتقالية الراهنة، إلى أن تستعيد بلادنا عافيتها وعندها ستلزم كل القوة الإقليمية من كبيرة وصغيرة حدودها وتعود إلى حجمها الحقيقى".