|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يستطيع الحبّ الكبير أن يحوّل الأمور الصغيرة إلى أمور كبيرة. إنّ الحب وحده يُسبغُ القيم على أعمالنا بقدر ما يزداد حبّنا نقاء، يخفتُ لهيب الألم الذي يغذّينا من الداخل، ويضمحلّ ويتحوّل ألمًا خلاصيًا لا بل فرحًا. لقد أصبح قلبي مستعدًّا، بالنعمة التي وهبني إيّاها الله، أن لا أشعر أبدًا بسعادة أكبر من السعادة المنبثقة من آلامي لأجل يسوع الذي أحبّه بكل نبضات قلبي. كنتُ مرّة متألّمة كثيرًا تركتُ عملي وأسرعت إلى يسوع وطلبتُ إليه أن يعطيني القوّة. وبعد صلاة قصيرة عدتُ إلى عملي ممتلئة حماسًا وفرحًا فقالت لي إحدى الراهبات [ربما الأخت جوستين] «يبدو أنّك قد حصلت اليوم على تعزيات وافرة، يا أختي، إنّك متألّقة، لا شكّ أنّ الله لم يوفّر لك ألمًا بل تعزيات». أجبتها «إنكِ على خطأ فادح يا أختي». بالواقع إن فرحي يزداد عندما يتفاقم ألمي ويتوقّف عندما يخفّ ألمي. غير أنّي أدركتُ أنها لم تفهم شيئًا ممّا قلته لها. حاولتُ أن أشرح لها أنه عندما نتألم كثيرًا يسعدنا الحظ لنظهر لله حبّنا له وعندما نتألّم قليلًا يضعف الحظ لإظهار هذا الحب. وعندما لا نتألّم أبدًا فليس لدينا حبّ لا مبير ولا نقي. يمكننا أن نبلغ، بنعمة الله، إلى حد يصبح فيه ألمنا فرحًا، لأنّ الحبّ هو قادر أن يصنع هذا التحوّل في النفوس الطاهرة. |
|