رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملك ومملكته: 15 السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاسْتِقَامَةِ، الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ، النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ، الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ، وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ 16 هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ، وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ. 17 اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً. 18 قَلْبُكَ يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ: « أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ الْجَابِي؟ أَيْنَ الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ؟» 19 الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى. الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ، الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ. 20 اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ. 21 بَلْ هُنَاكَ الرَّبُّ الْعَزِيزُ لَنَا مَكَانُ أَنْهَارٍ وَتُرَعٍ وَاسِعَةِ الشَّوَاطِئِ. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ بِمِقْذَافٍ، وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ لاَ تَجْتَازُ فِيهَا. 22 فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا. 23 ارْتَخَتْ حِبَالُكِ. لاَ يُشَدِّدُونَ قَاعِدَةَ سَارِيَتِهِمْ. لاَ يَنْشُرُونَ قِلْعًا. حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلَبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْبًا. 24 وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. إن كان الله في عدله نارًا آكلة تلتهم الشر الحامل الفساد في داخله وتمجد المؤمنين الحاملين برّ المسيح فيهم، فإنه يُدين الأشرار المصرّين على شرهم ويحمي أبراره من أيديهم. يُقدم لنا النبي سمات الإنسان البار وهي: أ. يسلك بالحق والبر، أي يسلك في المسيح يسوع الطريق والحق، وهو برّنا. ب. يتحدث بالاستقامة [15]، كلماته تعلن عن إنجيله المخفي في قلبه. ج. يحتقر مكسب المظالم. د. باستخفاف ينفض يديه عن قبول الرشوة. ه. يسد أذنيه عن الاستماع للخطط الدافعة إلى سفك الدماء. و. يغمض عينيه عن التطلع إلى الشر. ز. يرتفع بقلبه إلى الأعالي ليسكن مع مخلصه في السمويات [16]. ح. يلجأ دومًا إلى مسيحه كحصون صخور تحميه من الشر. ط. سخي في العطاء حتى من أعوازه: الخبز والماء. مثل هذا الإنسان الذي يتقدس بالسيد المسيح ليعيش بكل أحاسيسه طاهرًا، ويرتفع بأعماقه إلى الأعالي، ويمارس حياة الشركة مع الله والعطاء المستمر، يستحق التمتع برؤية السيد المسيح في أمجاده، إذ قيل: "الملك ببهائه تنظر عيناك" [17]. هذه هي أعظم هبة للبار أن يُعاين المسيا في بهائه! يظن البعض أن الحديث هنا عن الملك حزقيا الذي تمتع ببهاء خاص عندما تهلل في قلبه عند رؤيته هلاك جيش سنحاريب، لكن النص واضح هنا أنه يتحدث بالأكثر عن السيد المسيح الذي تمجد على الصليب جاذبًا إليه الأمم، واهبًا إياهم طبيعة جديدة، عوض العداوة حملوا حبًا وصداقة، وعوض الشراسة صاروا ودعاء، وعوض لغة الشر الغريبة صاروا ينطقون بلهجة سماوية، إذ قيل: صاروا ودعاء، وعوض لغة الشر الغريبة صاروا ينطقون بلهجة سماوية، إذ قيل: "أين الكاتب؟ أين الجابي؟ أين الذي عدّ الأبراج؟" [18]. أين الكاتب الذي يعدّ الجيش ويسجل أسماء الجند؟ وأين الجابي الذي يُحدد الجزية التي تُدفع للعدو؟ أين الذي يُعد الأبراج لكي يُقيم حراسًا عليها ورقباء يلاحظون العدو وينبهون إلى المعركة؟ لقد تحولت كل هذه الطاقات من العمل للحرب والمقاومة إلى طاقات هادئة مسالمة للعمل لحساب ملكوت الله، خلال قبولهم الإيمان بالسيد المسيح. " الشعب الشرس لا ترى" [19]، إذ نُزعت أعمال الإنسان القديم العنيف لنحمل سمات خالقنا بتمتعنا بالإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم. "الشعب الغامض اللغة عن الإدراك، الغبي بلسان لا يفهم" [19]؛ نالوا لسانًا جديدًا هو لغة الروح، لسان الحب والوحدة مع الفهم والحكمة. والآن ما هو عمل الملك المسيا في حياة الأمم القادمة إليه بالإيمان به؟ أ. "انظر صهيون مدينة أعيادنا" [20]. عوض الرعب القديم من الكاتب مسجل الجيش والجابي تصير صهيون مدينة أعياد مفرحة، يجتمع فيها الشعب ببهجة دائمة للعبادة الجماعية والالتقاء مع الله نفسه عيدنا غير المنقطع. ب. "خيمة لا تنتقل لا تُقلع أوتادها إلى الأبد وشيء من أطنابها لا ينقطع" [20]، أي ثابتة وراسخة لا يحطمها حتى الموت إذ تبقى أبدية. ج. محاطة بالأنهار والترع من كل اتجاه [21] مما يجعلها مثمرة بالروح. د. لا يمكن الاقتراب إليها أو محاربتها؛ إذ لا تسير في المياه المحيطة بها سفن صغيرة للتجسس عليها ولا سفن عظيمة حربية [21]. ه. المسيح الرب نفسه هو القاضي والمشرع والملك والمخلص [22]، قدم دستور الإنجيل وملك على الصليب وخلصنا ولا يزال يشفع فينا كفاريًا بدمه الثمين. و. يصير عدوها كسفينة منكسرة وسط المياه لا يقدر أن يرفع العدو ساريتها ولا ينشر قلعها [23]. ز. يهزمون العدو بقوة حتى أن العرج يستطيعون نهبه نهبًا [23]. ح. ليس فيها مريض [24]. ط. ينال سكانها غفران الخطايا [24]. هذه هي صورة النفس التي ترتبط بالسيد المسيح: تصير صهيون مدينة الله المفرحة، مملوءة بهجة وسلامًا، ثابتة في الرب، يحوط بها روح الله القدوس ليحولها إلى فردوس مثمر، لا يقدر الشيطان أن يهزمها ولا عدو الخير أن يُحطمها، يعلن السيد المسيح مملكته فيها بكونه ملكها والقاضي والمشرع ومخلصها، تغلب عدو الخير وتُحطمه، لا يمكن لمرض روحي أن يصيبها وأخيرًا فإنها تتمتع بغفران الخطايا خلال التوبة الدائمة. |
|