قابلني زوج وقال لي أنا غلبان .. وبعد فترة قابلتنى زوجته وقالت لى أنا غلبانه .. وفى نفس اليوم قابلت أب كاهن فقال لى أنا غلبان قوى .. فرد الأب الراهب الذى كان يرافقه لزيارتى قائلاً لا ’ده أنا غلبان أكثر.. دخلت بعدها مخدعى ,وعبارة أنا غلبان تدوي في أذني كصدى لما سمعته طول النهار . فسألت نفسى وهى معى الأن هل حقاً أنا غلبان ؟ ... وجعلت ببصرى فى أرجاء حجرتى فرأيت صورة للرب يسوع مكللاً بالأشواك .. فوجدت ..نفسى تهتف فى تتابع لا يارب ,لايوجد إنسان إسمه غلبان ! ,لأن الإنسان حينما يريد يقدر حتى لو أفنى لحمه وجسده كي يحقق مراده .. لكني أكتشف اليوم أنك أنت الوحيد الغلبان !
نعم ياربي يسوع أنت الغلبان الوحيد وأنا أراك تبحث عن راحة وسعادة وفرح كل ذى جسد.. تحايل ذاك ’تطيب خاطر هذا. تداوى هناك ,وترزق أرزاقاً للحيوان والإنسان ..وفى وسط هذا كله تنتظر أن تجد راحة فى قلب تائب فلا تجد ’ويكون الرد دائماً ليس لك مكان بالمنزل !! أه ياربي يسوع : قدسك الغلبان الوحيد معى , لأنك بكل حيلة وبوسائل متبانية تحاول إسعادى وإشباعى وإمتاعى ولا تجد فى القلب التائب المجاهد حقاً للتوبة .
فكل شهوة أريدها أصل إليهاوبكل القلب والجهد أسعى لإتمامها , أما قرعاتك على باب ضميري وحواسي ونداءاتك المتكررة للرجوع عن الإثم لاتجد منى الا الأذن الصماء ... ووجهك الذى يتقاطر منه العرق كالدم فى سعيك نحو توبتى لايجد مني إلا القفا والصد .
حتى طلبك المذيب للقساوة يا ابنى أنا عطشان لتوبتك لايجد مني إلا خل السلوك المعوج التسويف المماطل .
حقاً , لايوجد إنسان غلبان , إنما أنت ياربي يسوع الغلبان الوحيد وسط العالم .
من كتاب يوميات تائب للقمص يوسف أسعد