منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2024, 01:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

بولس هو الشاهد مع أنَّه لم يرافق يسوع خلال حياته على الأرض





خادم الربِّ هو الشاهد
الشاهد هو الذي كان حاضرًا حين حدثَ حادث، فرأى أو سمع. وهكذا يستطيع أن يشهد وتُقبَل شهادته. وغير ذلك هو شاهد الزور الذي ما رأى ولا سمع. أوَّل الشهود هم الرسل الذين رافقوا يسوع منذ معموديَّة يوحنّا المعمدان حتّى صعود الربِّ إلى السماء (أع 1: 22). وبعد هؤلاء جاء الذين سمعوا الشهود الأوَّلين، تكلَّم عنهم لوقا في بداية إنجيله: »كانوا منذ البدء معاينين وخدَّامًا للكلمة« (لو 1: 2). ونحن العائشين اليوم، ننتظر كلمة الحياة من الذين سمعوه، من الذين رأوه بعيونهم وشاهدوه، من الذين لمسوه بأيديهم (1 يو 1: 1).
بولس هو الشاهد مع أنَّه لم يرافق يسوع خلال حياته على الأرض. ولكن كانت له خبرة على طريق دمشق، حين »سطع حوله بغتةً نورٌ من السماء...« (أع 9: 3)، وسمع صوتًا يناديه باسمه. وإذا كان بطرس والرسل نعموا بظهور الربِّ القائم من الموت، فبولس نال نعمة مماثلة: »ظهر لي آخرًا أنا أيضًا« (1 كو 15: 8). انطلاقًا من هذه الظهورات، حمل الرسلُ الإنجيل، فقال بولس: »أكنتُ أنا أم كانوا هم، هذا ما نبشِّر به وهذا ما به آمنتم« (آ11).
وما كان بولس شاهدًا وحده. فهناك برنابا ومرقس ولوقا، عدا عن الذين عملوا في الرسالة. ساروا كلُّهم في خطى الاثني عشر، الذين تحدَّث عنهم لوقا في سفر الأعمال فقال: »وكان الرسل يؤدُّون الشهادة بقيامة الربِّ يسوع« (أع 4: 33). أمّا شهادتهم فجاءت في خطِّ ما فعله الربُّ يسوع. قال عنه بولس في الرسالة الأولى إلى تيموتاوس: »المسيح يسوع الذي شهد أحسن شهادة لدى بيلاطس البنطيّ« (1 تم 6: 13). فهذا الوالي الرومانيّ دخل في قانون الإيمان وفي عهده تألَّم يسوع وصُلب ومات وقُبر.
في مثل هذا الإطار، استطاع بولس أن يمتدح ابنه تيموتاوس: أنت شهدت للحياة الأبديَّة »شهادة حسنة بحضور شهود كثيرين« (آ12). وإذ يمضي بولس إلى الموت »ذبيحة يراق دمها« يدعو تلميذه: »لا تخجل بالشهادة لربِّنا وبي أنا سجينه، وشارك في الآلام من أجل البشارة متَّكلاً على قدرة الله« (2 تم 1: 8). فالشهادة تقود إلى الاستشهاد. هذا ما نراه عند بولس الرسول الذي راح يشهد للربِّ يسوع »خلال صعوده إلى أورشليم« منطلقًا من أفسس. قال للشيوخ: »وأنا أعرف أنَّكم لن تروا وجهي بعد اليوم، أنتم الذين سرتُ بينهم كلِّهم أبشِّر بملكوت الله« (أع 20: 25). وهكذا يبدو بولس سائرًا إلى الموت. وفي قيصريَّة، أخذ أغابُّوس حزام بولس وقيَّد به يديه ورجليه وقال: »يقول الروح القدس: صاحب هذا الحزام سيقيِّده اليهود هكذا في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الوثنيّين« (أع 21: 11). بكى الحاضرون، فقال بولس: »أنا مستعدٌّ لا للقيود وحدها، بل للموت في أورشليم من أجل الربِّ يسوع« (آ13).
منذ البداية سمع بولس صوت الربِّ بفم حنانيا: »فأنت ستكون له شاهدًا عند جميع الناس بما رأيتَ وسمعتَ« (أع 22: 15). وفي النهاية، ظهر الربُّ لبولس في الليل وقال له: »تشجَّع! فمثلما شهدتَ لي في أورشليم، هكذا يجب أن تشهد لي في رومة« (أع 23: 11).
فمثلُ هذا الشاهد الذي سيكون شهيد المسيح، يستطيع أن يتحدَّث عن الشهادة التي يدعو إليها تيموتاوس، ويدعو كلَّ خادم للربّ أن يكون الشاهد بحياته، أن يكون الشاهد بكلامه فيعلن البشارة في وقتها وفي غير وقتها: ساعة التعليم يعلِّم، وساعة التوبيخ يوبِّخ، وساعة التشجيع يشجِّع.
والشاهد لا يخاف الأزمة الصعبة التي يعيش فيها. فإن رفض أن يشهد، يكون مثل النعامة التي تضع رأسها في الرمل لكي لا ترى الخطر. ولكنَّها تحكم على نفسها بالموت. هكذا خادم الله. قال لنا الربّ: أنتم في العالم ولكنَّكم لستم من العالم. يعني سلوك المؤمن، وبالأحرى الكاهن، لا يمكن أن يكون مثل سلوك العالم. ولهذا، قال الربّ: »يبغضكم العالم«. ولكن إذا كنّا مثل العالم، فالعالم يحبُّنا. ذاك هو المحكُّ لرسالتنا. فإن حاولنا أن نرضي الناس، لا نكون خدَّامًا ليسوع المسيح.
ونبَّه بولس تيموتاوس إلى نوعيَّة الناس، لا في أيّامه فقط، بل في أيّامنا أيضًا: »يكونون أنانيّين، جشعين، متعجرفين، متكبِّرين...« (2 تم 3: 2ي). وتتواصل اللائحة البشعة. فما يكون موقف خادم الله؟ يبتعد عنهم.
وهم لا يكتفون بالشرِّ لهم، بل يتسلَّلون إلى البيوت (آ6). هنا يكون خادم الربِّ يقظًا فيتنبَّه للخطر الآتي، كما يتنبَّه تيموتاوس إلى التعاليم الضالَّة التي تهدم الإيمان لدى بعض الناس. فهل يترك الراعي الذئب يدخل إلى الحظيرة، فيخطف ويبدِّد؟ (يو 10: 12). إن هرب كان أجيرًا لا راعيًا، يشتغل لأجل أجرة ينتظرها. أمّا الراعي فيستعدُّ لأن يضحّي بحياته من أجل خرافه (آ15). إلاّ إذا اعتبرنا أن الخراف لا تخصُّنا! حينئذٍ، الويل لنا. روى داود عن نفسه كيف كان يلاحق الأسد (أو الدبّ) إذا أخذ شاة من القطيع: يضربه وينقذ الشاة من فمه (1 صم 17: 34). هل الإنسان أفضل من الشاة؟ هل نترك المؤمنين يُسبَون لأنَّنا لا نعرف أن ندافع عنهم، كما لا نكون بقربهم، فنتركهم يشردون في كلِّ مكان مثل خراف لا راعيَ لها؟
وذكر بولس بعض الأسماء. منهم من رفض الشهادة للربِّ فاعتبر أنَّه لا يعرف بولس ولا سمع باسمه. فيجلُّس وهرموجينيس (2 تم 1: 15). وتجاه هذين أونيسفورس. »ما خجل لقيودي«، بل بحث عنّي، شجَّعني. هي صداقة قديمة لبثت حاضرة (آ18).
وذكر بولس اسمين من التقليد اليهوديّ: بنيس ويمبريس. هما بين السحرة الذين عارضوا موسى (خر 7: 11، 22). ويصوِّرهما الترجوم (أي النصّ الأراميّ) وهما يفسِّران الحلم لفرعون. كما جعلهما ابنَيْ بلعام الذي دعا العبرانيّين إلى الفجور وعبادة الأوثان (عد 22: 22).
كلُّ هذا كان الوجه السلبيّ الذي يحاربه تيموتاوس. وهناك الوجه الإيجابيّ الذي يتعلَّمه الابن من أبيه. إذا كان بولس أقيم »مبشِّرًا ورسولاً ومعلِّمًا« (2 تم 1: 11) فتلميذه يتبعه. بولس يتحمَّل المشقَّات ولاسيَّما هذا السجن (آ8)، ويمكن أن يصل الدور إلى تيموتاوس. وبانتظار ذلك يقوم بثلاثة أعمال.
الأوَّل: »اعمل بالأقوال الصحيحة التي سمعتَها منّي« (آ13أ). فهناك أقوال كاذبة يجب أن تتجنَّبها. يمكن أن نتخيَّل هنا التعاليم المتعدِّدة التي انتشرت في الجيل الثاني المسيحيّ، كما نتخيَّل ما يصدر من تعاليم اليوم، عن الربِّ يسوع الذي هو إنسان فقط، لا إله وإنسان، بحسب كتاب دُعيَ »الإنجيل الخامس«. فما هذا الإنجيل الذي ينحدر عن الأناجيل فيصبح كلام بشر لا كلام الله. ردَّ الرسول فقال: »فنحن لا نعظ عن ضلال ولا دنس ولا خداع، بل نتكلَّم كلام من امتحنهم الله، لا لنرضي الناس، بل لنرضي الله الذي يختبر نفوسنا« (1 تس 2: 3-4). إذا كان كلام الله صعبًا، قد يتركنا الناس، كما التلاميذ تركوا يسوع (يو 6: 66). حينئذٍ نرضيهم، أو نساير نظريّات بشريَّة، فننقل يسوع من محيطه فنجعله في محيطنا. لا نرتفع إليه، بل نحدره إلى مستوانا.
الثاني: »اثبتْ في الإيمان والمحبَّة التي في المسيح يسوع« (آ13ب). فنحن لا نؤمن إيمانًا بشريٌّا، بل إيمانًا إلهيٌّا. أن يكون يسوع المعلِّم والفيلسوف وحامل الثورة... أمور لا بأس بها، ولكنَّها لا ترفع الإنسان إلى الله. والمحبَّة لا تكون عاطفة بشريَّة محضة. بل هي في المسيح يسوع الذي أحبَّنا وبذل نفسه عنّا.
الثالث: »احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا« (آ14). هي وديعة الإيمان، التي يمكن أن نخسرها. فالإيمان موهبة نتقبَّلها بالشكر أو نشبه ديماس »الذي أحبَّ العالم الحاضر« (2 تم 4: 9). نحن وحدنا لا نستطيع، ولكنَّ الروح القدس العامل فينا يُعيننا. وهذا ما يُسند تقليد الإيمان من جيل إلى جيل. فذاك الذي دوَّن الكتاب المقدَّس ممسكًا بأيدي كتّاب عديدين، ما زال يقرأ معنا كلمة الله ويوضحها للمؤمنين مدى الأجيال. هذا الروح يسكن فينا ويُفاض علينا (أع 2: 17) فيجعلنا نكتنز كلام الربِّ ونحمله إلى الذين حولنا.
الخاتمة
ذاك الذي أحبَّه بولس ولبث يذكره في صلواته (2 تم 1: 3). ذاك الذي تعلَّق بمعلِّمه فبكى حين افترق عنه (آ4)، وتركه في أفسس (1 تم 3). ذاك الذي نما إيمانه على ركبتي جدَّته لوئيس وركبتي أمِّه أفنيكة (2 تك 1: 5)، ذاك الذي صار خادم الربّ حين وُضعت الأيدي عليه، اسمه تيموتاوس. هو بعيد عن بولس ويحتاج إلى نصائحه لكي يكون خادمًا للربّ. والإيمان المتجذِّر فيه يحميه من الصعوبات العديدة التي تحيط به وبرسالته. ذاك الذي عرف الكتب المقدَّسة منذ طفولته (2 تم 3: 5)، فردَّدها وتأمَّل فيها وحملها إلى المؤمنين، يكون مثالاً للكاهن الذي يكون كتابه الأوَّل الإنجيل وسائر الأسفار المقدَّسة. فإن عرف كلمة الله، عرف كيف يعلِّم، كيف يردُّ على أشخاص مثل »اسكندر النحّاس... الذي عارض أقوالنا معارضة شديدة« (2 تم 4: 14-15). أيُعقَل أن لا يعرف الكاهن أن يدافع عن الإيمان في وجه الضالّين والمضلّين؟ وما الذي يمنعه من الدرس والمطالعة والبحث والسؤال؟ والكتاب يساعد الكاهن على تربية شعبه وتقديم سلوكه. فالأخلاقيّات تبقى سطحيَّة إن لم تستند إلى كلام الله. فمن أنا حتّى أعلِّم الناس؟ إن كان يسوع قال: »تعليمي ليس من عندي، بل من عند الذي أرسلني« (يو 7: 16)، فماذا يقول الكاهن؟ ومن أين يأتي بتعليمه؟ أمِن داخله؟ أمن من عند البشر؟ في أوَّل رسالة كتبها بولس، قال لأهل تسالونيكي »بشَّرناكم بشارة الله« (1 تس 2: 9). وفي الرسالة إلى رومة أعلن: »الإيمان من السماع، والسماع هو من التبشير بالمسيح« (رو 10: 17). ونحن الكهنة بمن نبشِّر؟ أبأنفسنا أم بالمسيح ربِّنا؟ (2 كو 4: 5).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المسيح الذي هو سراج العالم نور ظهر لاهوته من خلال حياته على الأرض
اللَّون السَّماوي للمسيح الذي لا يظهر خلال حياته على الأرض إلاّ في لحظة مُميّزة
ظهر يسوع أنَّه ابن الله من خلال النور الإلهي
ظهر يسوع أنَّه ابن الله من خلال النور الإلهي
الرب يرافق المؤمن كل أيام حياته


الساعة الآن 06:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024