* لقد سُمح لك أيها الكاهن أن تعيش من المذبح لا أن تحيا في ترفٍ. لا يُكم فم الثور الذي يدرس الحنطة. فالرسول لم يسيء إلى الحرية، بل إذ كان له طعام ولباس كان مكتفيًا، يعمل ليلًا ونهارًا، حتى لا يكون مدينًا لأحدٍ (1 تس 2: 6؛ 2 تس 3: 8). وفي رسالة أشهد الله أنه عاش بوقارٍ (1 تس 2: 10)، في غير طمعٍ في إنجيل المسيح. أكَّد هذا أيضًا، لا بخصوص نفسه وحده، بل وبخصوص تلاميذه، أنه لم يرسل أحدًا يسأل أو يأخذ شيئًا من الكنائس. ولكن إن كان في بعض الرسائل عبَّر عن مسرته ودعا العطايا التي أرسلها البعض أنها نعمة الله (2 كو 12: 17-18) فإنه لم يجمعها لنفسه وإنما لقديسي أورشليم الفقراء، وهم اليهود الذين آمنوا أولًا بالمسيح وقد طردهم آباؤهم وأقرباؤهم وفقدوا ممتلكاتهم وكل مصالحهم، حيث خرَّبها كهنة الهيكل والشعب. ليقبل هؤلاء أن يأخذوا. ولكن تحت ستار الفقراء اغتنى قلة، فتأكل في أوانٍ ذهبية وزجاجية وصينية (خزفية ثمينة). ليتنا بغنانا نغير عادتنا أو لا نسمح للفقراء أن يكون علة لبلوغ غنى الأشراف...