|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا اختير داود النبي الأصغر بين إخوته؟ أ. يقول الرب لصموئيل النبي عندما أراد مسح الابن الأكب آلياب: (غالبًا هو اليهو الذي صار رئيسًا على سبط يهوذا): "لا تنظر إلى منظره وطول قامته، لأني قد رفضته؛ لأنه ليس كما ينظر الإنسان، لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب" [7]. وكما يقول القديس أكليمندس الإسكندري: [لم يمسح من كان وسيمًا في هيئته بل من كان جميلًا في النفس]. اختاره الله من أجل نقاوته الداخلية وجمال نفسه لا من أجل هيئته الخارجية. لقد سبق أن أعطاهم الرب ملكًا طويل القامة وحسن الصورة حسب طلبهم، أما الآن فيهبهم ملكًا حسب فكره. هكذا عبّر يسى أولاده السبعة أمام صموئيل (بينهم أبيناداب وَشَمَّةَ الذي دعى شمعي في (2 صم 13: 3))، ولم يختر الرب أحدًا منهم، وأخيرًا استدعى أصغر الأبناء الذي كان يرعى الغنم [11]، ليُمسح راعيًا على غنم الله الناطقة. ب. اتسم داود بالأمانة في القليل لذلك أقامه الله على الكثير (مت 25: 21). لقد كان الأصغر بين أبناء يسى حتى أهمله والده [11]، واحتقره إخوته [28]، لكن الله رأى فيه القلب الأمين الذي تأهل لاستلام قيادة شعبه، نذكر على سبيل المثال أنه تعلم من رعاية الغنم أن يحب كل خروف من غنم أبيه، فيُهاجم الوحوش المفترسة (الأسد والدب) [34] لينقذ الغنم في شجاعة. خلال رعاية الغنم تعليم الموسيقى والعزف على القيثارة فاستخدم الله هذه الوزنة للدخول به إلى الملك شاول. كذلك تمتع خلال الرعاية بالطبيعة ليسبح الله بمزامير روحية. تعلم الضرب بالمقلاع ليعينه على قتل جليات الجبار. ج. كان داود الثامن والأخير بين إخوته، أما كونه الثامن فيرمز إلى الحياة السماوية (لأن رقم 7 يشير إلى الزمن = سبعة أيام الأسبوع، ورقم 8 إلى ما هو فوق حدود الزمن)، وكأنه يرمز للسيد المسيح الملك السماوي والذي صار الأخير، إذ أخلى ذاته من أجلنا (في 2: 7) واحتل آخر الصفوف لكي يضم الجميع فيه ويرتفع بهم بروحه القدوس إلى حضن الآب السماوي. د. كلمة "داود" ربما مشتقة من dôd التي تعني "حبًا" أو "محبوبًا". وكأن الله يقيم من المحبوبين لديه المتجاوبين مع حبه ملوكًا يرثون الملكوت معه أبديًا. وبدون الحب لن ينعم المؤمنون بالحياة الأبدية. ه. يرى القديس أغسطينوس في اختيار داود الأصغر دون أخيه (إخوته) الأكبر عملًا رمزيًا لاختيار الأمم كأعضاء في كنيسة العهد الجديد فيملكون في الرب دون اليهود الذين سبقوهم في المعرفة لكنهم رفضوا الإيمان. وكأن الأمم هم داود الأصغر الذي تقبَّل نعمة الملوكية من قبل الله دون إخوته الأكبر منه، وكما يقول السيد المسيح نفسه: "هكذا يكون الآخِرون أولين والأولون آخِرين" (مت 20). بنفس الطريقة فُضل هابيل عن أخيه الأكبر وإسحق عن إسماعيل ويعقوب عن عيسو المولود معه وهم توآمان. وأيضًا فارص عن زارح (تك 38: 29). اختيار داود الأصغر بين إخوته ملكًا يرمز إلى شخص السيد المسيح الذي احتل آخر صفوف البشر، صار عبدًا من أجلنا، لكي بالصليب يملك في قلوبنا. إنه آدم الثاني الذي ملك عوض آدم الأول (رو 5) ليكون رأسًا للبشرية، قادرًا أن يقيمها ويجددها. |
|