رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيرًا ما نسمع أن الله خلقنا لمجده، وأننا خُلقنا لكي نعيش لله، ونُكرمه، ونمجده. ربما يتبادر لأذهاننا فور سماعنا عبارات كهذه أننا مجرد أدوات في يد الله خُلقنا لكي نعيش له. وإن لم نفعل فمصيرنا بحيرة النار والكبريت لأننا لم نحقق رغبته، ولم نُكرمه كما يجب أن يُكرم. قارئي العزيز، دعنا نفكر في الأمر معًا، حتى نفهم ونُدرك الأمر بطريقة صحيحة، ولكي نفهم القصة بجملتها لا بد أن نعود لبدايتها. خلق الله آدم بعد أن أعد له كل ما يلزم للحياة، بما في ذلك جنة عدن، مُنبتًا فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. ولا بد أن نذكر هنا أن آدم لم يكن كبقية المخلوقات التي خلقها الله؛ فلقد خلق الله الإنسان على صورته، ليس ذلك فقط إنما جعله متسلطًا على كل الخليقة؛ سمك البحر، طير السماء، والبهائم، وعلى كل الأرض. «وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» (تكوين١: ٢٦). هذا الأمر يؤكد لنا، بما لا يدع مجالاً للشك، قيمة ومقدار الإنسان في عينيَّ الله. فهو لم يخلق له عبدًا، إنما إنسانًا على صورته، ورأسًا وسيدًا على الأرض كلها. |
|