الشِّفاء الذي يُجريه يسوع هو شفاء حقيقي يُعيد الإنسان إلى عالم الصِّحَّة الذي نصبو إيه كلّنا. ولكن له بُعدٌ رمزي روحي أيضًا، وهو التَّحرير الرُّوحي وإعادة كرامة الإنسان الذي كان نجسًا ومُبْعدًا عن الجماعة. ومن هنا يسير الأمران -شفاء المَرْضَى وطرد الشَّياطين -جنبًا إلى جنب، كما نجده في إنجيل مَرقُس " أَخَذَ النَّاسُ يَحمِلونَ إِلَيه جَميعَ المَرْضَى والمَمَسوسين" (مَرقُس 1: 32)، وفي النِّهاية يبقى لهما المعنى نفسه: إنهما يشيران إلى انتصار يسوع على الشَّيطان وإقامة مَلَكُوت الله في الحياة الدُّنيا، تتميمًا لِمَا ورد في الكتب المقدسة "العُميانُ يُبصِرون والعُرْجُ يَمشونَ مَشْيًا سَوِيًّا، البُرصُ يَبرَأُون والصُّمُّ يَسمَعون، المَوتى يَقومون والفُقراءُ يُبَشَّرون" (متى 11: 5). وتعبِّر معجزات الشِّفاء الذي قام بها يسوع مسبقًا عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيَّة في مَلَكُوت الله وِفقَا للنبوءات.