القديس موسى الاسود هنا ونقول أن الإنسان الذي انفصل عن الله بإرادته، مستفيدًا بذلك (أو مستغلًا) حريته التي منحه إياها، يلزمه أن تتحد إرادته بالله من جديد حتى يخلص، أما الله فهو يمد يده طوال النهار إلى الشعب المعاند والمقاوم ويتبقى أن يمد الخاطئ يده إلى الله.. "لأني دعوت فأبيتم ومددت يدي وليس من يبالي" (أمثال 1: 24)،وفي سفر إشعياء يقول: "بسطت يدي طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره" (اش 65: 2) في هذا قال القديس اغسطينوس: "إن الله الذي خلقك بدون إرادتك لا يريد أن يخلصك بدون إرادتك.."
من قبل حب الاستطلاع وكمن هو متعطش لمعرفة الحق والبحث عن الينبوع الحقيقي للراحة، مضى موسى إلى جماعة الرهبان التي سمع عنها في شيهيت متقلدًا سيفه (ومثل الصحافي الذي يحمل كاميرته والكاتب الذي يحمل قلمه والجندي الحامل سلاحه، مضى موسى كلص حاملًا سلاحه).. وتقابل أول ما تقابل مع القديس إيسيذورس قس الإسقيط، وهو تلميذ للقديس مكاريوس، ويبدو أنه كان مسئولًا عن الرهبان الجدد. على أن أكثر ما يميزه من الفضائل هو طول أناته على الخطاة.. فكان بمثابة الطبيب الروحاني للإسقيط.