منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 10 - 2023, 02:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

مَثَل مَلكُوت السَّمَواتِ كَمَثَل مَلِكٍ أَقامَ وَليمةً في عُرْس ابنِه




مَثَل مَلكُوت السَّمَواتِ كَمَثَل مَلِكٍ أَقامَ وَليمةً في عُرْس ابنِه.



تشير عبارة "مَلكُوت السَّمَواتِ" إلى بركات الإنجيل التي بشّر بها يسوع المسيح. أمَّا عبارة "مَلِكٍ" في الأصل اليُوناني ἀνθρώπῳ βασιλεῖ (معناها إنسان ملك) فتشير إلى الله، إذ اعتاد العهد القديم أن يتكلم غالبا على الله بصورة مَلِك (متى23:18)، ويدشّن هذا المَلِك العهد المسيحاني. ويعبّر عن هذا التَّدشين بصورة العُرْس. ويُشبه هذا المَثَل في بعض أموره المَثَل الذي ضربه يسوع في إنجيل لوقا مَثَل المَدعُوِّينَ المتخلِّفين عن الدَعْوة (لوقا 14: 15-24). مع أنه لا يُمثل شيئاً من هذا القَبيل، لأنَّ ذاك ضربه في بيريه في بيت فِرِّيسي، وهذا ضربه في هيكل أورشَليم. وقصد المسيح في ذاك دَعْوة النَّاس إليه. وقصد به إدانتهِ لهم نتيجة رفضهم له. والفرق بين المَثَلين: أن الله في المَثَل الأول طلب ثمار البر، وفي المَثَل الثاني عرض على النَّاس البركات، وفي الأول خاطب اليهود كأمَّة، وفي الثاني خاطبهم كأفرادٍ. وفي الأول رُمز للمسيح بابن رب الكرْم، وفي الثاني بمَلِك ابن مَلِك. أمَّا عبارة " أَقامَ وَليمةً " فتشير إلى العادة الشَّرقية لاحتفالات العُرْس أن تعقد في بيت العَريس وليس في بيت العَروس، وتمتد مدة الوليمة سبعة أيام. وهذه الوليمة تدلُّنا على سرِّ المَلكُوت وعلى متطلباته. أمَّا عبارة "وَليمةً" فتشير إلى صورة مُسبقة عن "المائدة السَّماوية" (متى 29:26؛ رؤية 7:19، 9) حيث يجتمع المُختارون حول الآباء والأنبياء في مَلكُوت الله (لوقا 16: 22). فالوليمة تعتبر علامة المُشاركة حيث الله يدعو الجميع إلى الأمل والرَّجاء، كما جاء في نبوءة أشعيا "سيَضَعُ رَبُّ القُوَّات لِجَميعِ الشُّعوبِ" (أشعيا 25: 6). يعلق القديس توما الأكويني " تركَ لنا جسدَه مأكلًا ودمَه مشربًا تحتَ صورةِ الخبزِ والخمر. يا لَلوليمةِ العجيبةِ والغاليةِ الثَّمن. لا تُقَدَّمُ فيها لحومُ العجولِ والتُّيوس، كما كانَ سابقًا في الشَّريعةِ القديمة، بل المسيحُ الإلهُ الحقُّ نفسُه. أيُّ شيءٍ أعجَبُ من هذا السِّرّ؟ لا سِرَّ يَمنَحُ الخلاصَ أكثرُ منه" (الكتاب 57، في عيد القربان الأقدس، القراءة 1-4). أمَّا عبارة " عُرْس" فتشير في الكتاب المُقدَّس إلى الاتحاد النهائي في الفرح بين الله وشعبه (متى 25: 1-12). وهكذا، العهد بين الله وشعبه يصوّر بشكل عُرْس، ويسوع هو العَريس. ويُعلق القديس غريغوريوس الكبير: "يمكننا القول إن الآب هيأ للمَلِك ابنه العُرْس من خلال سرّ التجسّد، حيث التصقت به الكنيسة المقدّسة"(عظات عن الإنجيل). وكثيرا ما يُشبّه الكتاب المقدس بركات العهد القديم بالعُرْس (أشعيا 15: 6، وهوشع 2: 19). أمَّا عبارة "عُرْس ابنِه " فتشير إلى الابن يسوع المسيح الذي شبّهه إنجيل متى بالعَريس قائلا: " أَيَسْتَطيعُ أَهْلُ العُرْس أَن يَحزَنوا ما دامَ العَريس بَيْنَهُم؟ ولكِن سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريس مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون"(متى 15:9)؛ ويسوع يُقدّم نفسَه كالعَريس المُنتظر، ويربط عَالَم البشر بعَالَم الله، كما جاء في تعليم بولس الرَّسُول "أَحِبُّوا نِساءَكم كما أَحَبَّ المسيحُ الكَنيسة وجادَ بِنَفسِه مِن أَجْلِها"(أفسس5: 25). فعُرْس ابنِه صورة ترمز إلى اتِّحاد يسوع بالطَّبيعة البشرية، إنه العَروس الرُّوحي. لقد بدأ السيِّد المسيح خَدَمته بدخوله عُرْس قانا الجليل ليُقدّسه مُعلنًا أن رسالته تنطلق بدخوله إلينا ليُقيم عُرْسنا الدَّاخلي مُتقدّما كعَريس أبدي، قادر وحده أن يتّحد بنا ويُقدّسنا ويكشف لنا أسراره الإلهيّة الفائقة؛ ويعلق البابا فرنسيس "هذا العُرْس هو صورة للآب الذي أعدَّ للعائلة البشرية بأسرها وليمة رائعة من الحب والشركة حول ابنه الوحيد" (عظة البابا فرنسيس 11/10/2020). باختصار، تعبّر الآية عن الاشتراك في الوليمة المسيحانية، إلاَّ أنَّ المَثَل لا يُشدِّد على الابن، بقدر ما يُشدِّد على المَدعُوِّينَ الذين رفضوا دَعْوة المَلِك.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مَثَل وَليمة المَلِك | دَعْوة مَجَّانية لدخول مَلكُوت الله
لا يستطيع أحد دخول مَلكُوت الله إلاّ بِحُلة من النِّعْمة
" أَقامَ وَليمةً " فتشير إلى العادة الشَّرقية لاحتفالات العُرْس
مَثَل الكَنْز واللُّؤلُؤَةً | مَثَلُ مَلَكوت السَّمَواتِ
غَرْس


الساعة الآن 05:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024