|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم. فقال له ... خذ ابنك وحيدك ... واصعده هناك محرقة" (تك 22: 1 ،2) كانت الظروف التي مرَّ فيها إبراهيم في الأصحاحين (20، 21) هامة للغاية. شر كان قد استقر في قلبه زمناً، انتُزع بعيداً. ثم أن الجارية وابنها، قد طــُرحا خارجاً. وها هو يقف الآن مثل "إناء مقدس نافع للسيد مستعد لكل عمل صالح" (2تى2: 21) . "وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن إبراهيم". ويتقدم هنا إبراهيم حالاً إلى مركز الشرف والكرامة الحقيقيين. عندما يمتحن الله فرداً، فهذا دليل أكيد على ثقته فيه. نحن لا نقرأ قط أن الله امتحن لوطاً. كلا، فإن أمتعة سدوم زوَّدت لوطاً بتجربة قوية بدرجة كافية. لقد وضع العدو له شركاً في أرض سقى سدوم، وظهر ميله الشديد للوقوع فيه. ولكن ليس الحال هكذا مع إبراهيم الذي عاش بالأكثر في حضرة الله، وبسبب ذلك كان أقل تعرضاً لتأثير ذلك الذي كان شركاً لأخيه المخطئ. والآن يجرى الله الامتحان على إبراهيم، ويمرره في الأتون الذي يفحصه فيه، فيظهر حالاً نقاوة وأصالة معدنه. لو لم يكن إيمان إبراهيم من أنقى وأكثر أنواعه أصالة، لكان بالتأكيد قد تراجع أمام التجربة الـمُحرقة التي نراه يجتاز فيها في هذا الأصحاح الجميل. عندما وعد الله إبراهيم بابن، صدَّق الوعد "فحسبه له براً" "ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله، بل تقوَّى بالإيمان مُعطياً مجداً لله" (رو 4: 20 ) . لكن إذ أخذ هذا الابن وتحقق من صدق الوعد، ألم يكن هناك خطراً عليه من أن تلهيه العطية عن العاطي؟ ألم يكن هناك خطر من أنه يعتمد على اسحق في تفكيره من جهة النسل المقبل والميراث العتيد، بدلاً من أن يعتمد على الله نفسه الذي وعده بالنسل؟ يقيناً أنه كان هناك خطر، والله عرف ذلك، ولذلك جرَّب خادمه بكيفية كفيلة، أكثر من أي شيء، أن يختبره في الموضوع الذي كانت نفسه مستريحة عليه. كان السؤال العظيم الذي وُضع لقلب إبراهيم في هذه العملية العجيبة هو: هل أنت لا تزال سائراً أمام الله القدير، القادر على الإقامة من الأموات؟ أراد الله أن يعرف إذا ما كان إبراهيم يعرف فيه مَنْ يستطيع أن يُقيم أولاداً من رماد ابنه المضحى به، كما استطاع ذلك من مُماتية مستودع سارة. وبعبارة أخرى أراد الله أن يثبت أن إيمان إبراهيم وصل إلى القيامة، لأنه لو وقف دون ذلك، ما كان يستطيع مطلقاً أن يجيب عن ذلك الطلب الصعب. |
|