منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 04 - 2016, 07:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

يسوع في منطقة السامرة، وما ذِكْرُ السامرة هنا إلا لارتباطها مع تصميم الله بإدخال كل الذين يؤمنون بيسوع إلى الحياة الأبدية. وتقوى أهمية هذه المسألة حين نعلم أن اليهود، بعد عودتهم من سبي بابل سنة 537ق.م. وبنائهم هيكل أورشليم، رفضوا التعامل مع السامريين بحجة أن هؤلاء جنس ملطّخ بدم أجنبي وديانة وثنية.
هكذا بدأت العداوة بين اليهود والسامريين. إلا أنها اشتدت لاحقاً، عندما بنى السامريون هيكلهم الخاص على جبل جريزيم سنة 315 ق.م.. ولم ينجح حتى تدمير هذا الهيكل (سنة 128 ق.م.) على يد الملك المكابي يوحنا هيركانوس في إثناء السامريين عن موقفهم من اليهود أو العكس.
هذه العداوة هي وراء قول المرأة في فصلنا الإنجيلي: "كيف تطلب أن تشرب مني وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يخالطون السامريين؟". أما تصرف يسوع هذا فدليل على انه لا يأبه لقواعد الطهارة الشرعية (انظر مرقس 7: 1-15)، كما انه لا يهتم لكونه يتحدث مع امرأة، الأمر الذي استفزّ تلاميذه (انظر الآيتين 27-28). فلكونه مخلّص العالم، لا يقيم أي تمييز اجتماعي، بل يهتم لكل الرجال والنساء، أي لكل الناس.
ثم يعطي يوحنا لحديث يسوع مع الإمرأة السامرية طابعاً لاهوتياً، حين ينتقل من شرب الماء إلى الحديث عن "عطية الله": "لو عرفتِ عطيةَ الله ومَن الذي قال لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حياً". لا تفهم المرأة كلام يسوع عن الماء الحيّ، تظن انه يقصد الماء الجاري. أما هو فيقصد ماء الحياة الأبدية.
أتت السامرية إلى بئر يعقوب لتروي ظمأها من مياه إسرائيل فعادت إدراجها تفيض بمياه الحياة الأبدية. وافاها عند البئر ينبوع الحياة فحملته بروحها وعادت به إلى المدينة وسكبت فيضه على الناس فأخذوا ينشدون الماء الحي من مصدره.
الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهودي أي الساعة الثانية عشرة ظهراً. هذا الوقت غير ملائم لاستقاء الماء، الوقت الطبيعي هو عند الصباح أو المساء. يريد الرب يسوع ان يذهب إلى الجليل ويختار طريق السامرة وهي خطرة ومعرضة لهجمات اللصوص وللتعديات من قبل السامريين على اليهود. يذهب جميع التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً في حين ان عدداً منهم كان كافيا لجلب الطعام. كل هذه النقاط تشير أن هذا اللقاء بين الرب يسوع والسامرية كان حتمياً. كأني بالرب يسوع كان قد سجل ضمن مواعيده منذ الأزل هذا اللقاء الحاسم في حياة هذه المرأة.
يكسر الرب يسوع حاجز البغض الذي تعالى بين اليهود والسامريين لأن حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على مَن يشاء. لذلك قال للمرأة "لو عرفت عطية الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حياً". أراد الرب يسوع من المرأة أن تركز نظرها عليه شخصياً علّها تكتشف فيه الجانب الإلهي وتنسى موضوع الاختلاف المذهبي. تتهكم المرأة عليه قائلة "ألعلك أنت أعظم من أبينا يعقوب؟". ما زالت تشدد على موضوع الخلاف المذهبي وتريد أن تؤكد أنها من صلب إسرائيل إذ هي من أبناء يعقوب أبي الآباء. يعاود الرب يسوع جذب انتباهها إلى شخصه قائلا إن مياه يعقوب لا تروي العطش نهائياً، في حين أن الماء الذي يعطيه من ذاته يتحول إلى "ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية". الماء الحي مرتبط بالروح القدس. يخبرنا الإنجيلي يوحنا أن الرب يسوع قال لليهود "مَن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي" وقد عنى بذلك "الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه" (انظر يوحنا 7 : 38-39). ارتبط حلول الروح القدس بالمعمودية لذلك قال الرسول بطرس لسامعيه في عيد العنصرة "توبوا وليعتمد كل واحد منكم... فتقبلوا عطية الروح القدس" (أعمال الرسل 2: 38).
يشير الرب يسوع إلى المعمودية وهي تفترض التوبة أي التغيير الجذري والنهائي من حياة الخطيئة إلى الرب يسوع. لذلك قال للمرأة ادعي رجلك عندما طلبت منه الماء. تعلم المرأة انه كان لها خمسة رجال وأن الذي معها الآن ليس رجلها. أغلب الظنّ أن الرجال الخمسة هنا، في سياق الحديث على عبادة السامريين على جبل جريزيم، إلماح مبطّن إلى الشعوب الوثنية المذكورة في 2ملوك 17: 24، الذين كانوا أتوا إلى السامرة مع آلهتهم المزيفة. "الذي معكِ الآن ليس رجلكِ"، إلماح مبطّن آخَر إلى ديانة السامريين غير الصحيحة أو عبادتهم غير الصحيحة للإله الحقيقي.

إذاً يسوع يريد منها إعادة النظر في حياتها إذ هي على أهبة الحياة الجديدة. اتضح لها أن تفاصيل حياتها جلية أمامه فأخذت تخاطبه كنبي ولكنها ما زالت متمسكة بانتمائها العرقي إذ أجابت "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وانتم تقولون أن المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم". يؤكد الرب يسوع أن لا رابط بين الجغرافيا والعبادة. العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضر في كل مكان ويرافق الساجدين له بالروح والحق.
تقرّ المرأة أن يسوع نبيّ. وما إقرارها هذا إلا تمهيدا للحوار الذي سيجري بينها وبين يسوع عن العبادة الحقيقية، ذلك أن وجود النبي ضروريّ، في الفكر الشعبي، لكل قرار يُتخذ في شأن الأمور العبادية.
لا يريد الرب يسوع أن يؤكد أن اليهود على حق، "الخلاص من اليهود" يعني أن الرب قد ائتمنهم على تدبيره الخلاصي وقد سعى على تنفيذه من خلالهم ليقود الناس أجمعين إلى العبادة بالروح والحق. "لأن الله روح" أي أن الله ليس كالمخلوقات. الهدف هنا ليس تحديد طبيعة الله بل التأكيد أن الله لا مثيل له وأنه لا يُفهم بالقوالب المنطقية البشرية وان عبادته تتخطى هذه القوالب، فالقصد من العبادة هو معرفة الله والاستنارة بالمنطق الإلهي غير المخلوق.
انتظار المسيا لم يكن من صميم حياتها. كان مجرد اعتقاد، لذلك قالت للرب يسوع "متى جاء ذاك فهو يخبرنا". عندما أقرت أن كل ما استندت عليه في حديثها غير أكيد ما لم يأتِ المسيا، عندها أعلن الرب يسوع لها عن نفسه وتوقف الحديث في قمته. إذاً بعد الإعلان الإلهي ما من شيء يُقال. تركت جرتها أي تركت قديمها وذهبت تبشّر وأخذت تدفع الناس إلى لقاء الرب يسوع "فخرجوا من المدينة واقبلوا نحوه".
تعجب التلاميذ انه يخاطب هذه المرأة ثم عرضوا عليه الطعام، فأجابهم موضحاً هدف كلامه مع المرأة وقال لهم "طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني" ومشيئته الآن هي صيد أهل السامرة عن طريق هذه المرأة. يسوع هو أول من زرع الكلمة في السامرة وفيما بعد سيحصد التلاميذ، إذ ستُنقل البشارة إلى هناك عن طريق الشماس فيليبس (انظر أعمال الرسل 8).
"مكث هناك يومين، فآمن جمع أكثر من أولئك جداً من اجل كلامه".المرأة كانت العتبة للدخول إلى قلوب السامريين. هذا التبديل الذي أصابها والذي اتضح لسامعيها هو الذي دفع السامريين إلى لقاء يسوع، عندها حلَّ بهم ما حلَّ بها إذ أخذوا يعترفون أن الرب يسوع "هو المسيح مخلص العالم". الرب يسوع قد اعتلن لهم بحقيقته وهذا دفعهم إلى اليقين. ما زال الإعلان الإلهي ساطعاً في هذا العالم بتعاليم الرب يسوع ومحبته التي أنبعت الماء الحي على الصليب، لكننا نحجب إعلانه هذا بسبب خطيئتنا وماديتنا والتصاقنا بمفاهيم العالم الضيقة، هذا يحرمنا من عطية الله، ينبوع ماء الحياة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
5امور مهمة في حوار السامرية مع السيد المسيح
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية
لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية
السيد المسيح مع المرأة السامرية
المرأة السامرية مع السيد المسيح


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024