رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«يَمْلأُ إِلهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» ( فيلبي 4: 19 ) يا لها من تعزية عُظمى وراحة تامة وفرح مجيد، لكل مَنْ عرف وتحقق وتذكَّر ، أن الخالق القدير وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، هو بعينه مُحب النفوس إلى الأبد، الذي أحبنا إلى المنتهى، وعينه علينا دائمًا، وقلبه يحن إلينا كل حين! فهو الذي تكفل بسد كل أعوازنا، سواء كانت جسدية أو عقلية أو روحية . وما من حاجة من حاجاتنا الكثيرة والمتنوعة، إلا وقد تَذَخَّر لنا في المسيح ما يكفي لسدها وملئها تمامًا، فهو كنز السماء، ومخزن الله، وذلك كله لأجلنا. فما دام الأمر كذلك، لماذا تتحول قلوبنا ولو مرة واحدة لغيره؟ ولماذا نكشف قلوبنا ونحيِّر إخوتنا المساكين عن حاجياتنا، بطريقة مباشرة وغير مباشرة؟ ولماذا لا نذهب مباشرة للرب يسوع؟ هل نحن في حاجة لمن يرثي لنا، ويشترك معنا في حاسياتنا؟ فمَنْ يرثي لنا نظير رئيس الكهنة العظيم الرحيم، الذي تجرَّب في كل شيء ، ويستطيع أن يرثي لضعفاتنا؟ وهل نحن في حاجة لمساعدة من أي نوع كان؟ فمَنْ يستطيع أن يُعيننا مثل صديقنا القدير، صاحب الغنى الذي لا يستقصى؟ وهل نحن في حاجة لمشورة وناصح أمين؟ فمَنْ يعطي النصيحة كالوحيد المبارك الذي هو حكمة الله المجسمة، والذي صار لنا من الله حكمة؟ آه يا إخوتي، يا ليتنا نجتهد حتى لا نجرح ونُدمي قلبه المُحب، ونُهين اسمه المجيد بتركنا إياه، والتجائنا للبشر. لنقاوم أميالنا الطبيعية التي تدفعنا لأن نثق في الخلائق دون الخالق، ونرجو مساعدة الناس ونعلّق آمالاً كبارًا في البشر. ولنثبت بجانب النبع الفائض دائمًا، فلا نجد مجالاً للشكوى من الينابيع التي تجف. وبالاختصار، لنجتهد أن نحيا حياة الإيمان ، وبذلك نمجِّد الله في أيامنا وجيلنا الحاضر. |
|