رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"قريبَكَ" في الأصل اليوناني πλησίον σου المأخوذة من العبرية לְרֵעֲךָ فتشير الى فكرة المشاركة مع شخص ما والرغبة في معاشرته. ولا ينتسب القريب إلى الأسرة. وهو آخر يتمّيز عني، ويمكن أن يظل بالنسبة إليَّ "الغريب". وفيما بعد، أخذت كتب تثنية الاشتراع والشريعة تخلط بين "الغير" وبين "الأخ" (الاحبار 19: 16-18)، مستهدفة بتلك التسمية الإسرائيليين وحدهم (الاحبار 17: 3). وليس معنى ذلك تضييق حب القريب، بحصره في حب الأخوة وحدهم، بل بالعكس، فإن هذه النصوص تتّجه نحو التوسع في نطاق وصيّة الحب، مطلقة على الغريب المستوطن جميع حقوق الإسرائيليين (الاحبار 17: 8 و10 و13، 19: 34). وبعد السبي يظهر اتّجاه مزدوج، فمن جهة، تنحصر دائرة "الأقرباء"، وينصبّ واجب المحبّة على الإسرائيليين والدخلاء دون سواهم. ففي اللحظة التي يتم فيها اللقاء بين شخصين يصبح كل منهما القريب بالنسبة إلى الآخر، بغض النظر عن علاقة القرابة بينهما، أو عن تصوّرات الواحد بالنسبة إلى الآخر. كان العهد الجديد يقصر لفظ القريب على "أخيه" الإسرائيلي، وهذا ما يتضح عندما سأل أحد الكتبة يسوع "من هو قريبي" (لوقا 29:10). أجرى يسوع تحوُّلاً في مفهوم القريب. فليس لي أن أحدد من هو قريبي. وإنما كل إنسان واقع في الشدة حتى وإن كان عدوّاً لي يدعوني إلى أن أصبح قريباً له. |
|