أهمية الماء ورموزه في المعمودية
وفي هذا المجال أود أن أتحدث عن موضوع هام هو:
أهمية الماء ورموزه:-
وذلك لنفهم لماذا اختير الماء للغسل والولادة الجديدة في سر المعمودية المقدس.. منذ البداية، في قصة الخليقة، والماء له علاقة بالحياة.
يقول الكتاب: (وروح الله يرف علي وجه المياه) (تك2:1). ويذكر أيضًا أن الله قال: (لتفض المياه زحافات ذات أنفس حية، وليطر طير..) (تك20:1). وهكذا خرجت الحياة من الماء، ونري ربطًا ما بين الماء وروح الله.
ونقرأ أيضًا أن الله يشبه ذاته بالماء. فيقول في تبكيته للشعب: (تركوني أنا ينبوع المياه الحي، لينقروا لأنفسهم آبارًا مشققة.) (إر13:2). وكما ذكر هذا في العهد القديم ذكر نفس المعني في العهد الجديد في قوله السيد المسيح له المجد: (من آمن بي – كما قال الكتاب – تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه) (يو7: 38،39).
ويشبه هذا قول السيد المسيح عن نفسه أنه المعطي الماء الحي في حديثه مع المرأة السامرية عن الماء الحي، إذا يقول: (بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلي حياة أبدية) (يو4 10-14). الماء إذا يرمز إلي الحياة، وأحيانًا إلي الروح القدس نفسه وما أجمل قول الوحي الإلهي في المزمور الأول عن الرجل البار إنه: (يكون كشجرة مغروسه علي مجاري المياه تعطي ثمرها في حينه) (مز3:1)أي ثمر الروح. ويعوزنا الوقت أن نربط بين الماء والحياة والروح القدس في الكتاب المقدس. الذي يستمر من أول سفر التكوين (تك 3:1). إلي آخر سفر الرؤيا (أنا أعطي العطشان ينبوع ماء الحياة مجانًا) (رؤ6:21) (وأراني نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعًا كبللور، خارجًا من عرش الله والخروف) (رؤ1:22)
(من يعطش فليأت، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانًا) (رؤ17:22).
وفي عبور البحر الأحمر كان الماء يرمز للحياة والموت معًا. موت الإنسان العبد، وحياة الإنسان الحر، الخارج من الماء.
وفي لقان خميس العهد، كان الماء يرمز إلي التطهير. لذلك قال الرب بعد غسل أرجل تلاميذه قال لهم: (أنتم طاهرون..) (يو10:13). ويقول المرتل في المزمور: (أغسل يدي بالنقاوة).
لعل هذا هو غسل الميلاد بالكلمة، التطهير الذي نناله في حميم الميلاد الجديد. وينطبق عليه في المعمودية قول الرسول للعبرانيين: (مغتسله أجسادنا بماء نقي) (عب22:10).
ولا أريد أن أترك الحديث عن الماء، دون أن اذكر معجزة عظيمة حدثت وقت صلب المسيح خاصة بالماء والدم.