منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 08 - 2012, 05:50 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

يسوع والعالم
12: 49- 53

جئت لألقي على الارض ناراً.
حمل يسوع معه السلام الاسكاتولوجي. ولكن هذا السلام ليس طمأنينة الكسل والجمود. فيسوع هو اجتياح الله لعالم البشر. ومجيئه هو مثل نار تشتعل وتنتشر.
ورغب يسوع رغبة كبرى في أن تبدأ هذه النار حقاً بأن تشعل العالم والقلوب. لا شك بشكل الروح القدس الذي يتوافق مجيئه مع ذهاب يسوع إلى الآب. ولكي يصبح هذا المجيء ممكناً، يجب على يسوع أن يتقبل معمودية، أي أن يغطس في مياه الموت.
ومجيء النار وسط البشر لن يحمل إليهم الراحة: فيسوع يحمل الأنقسام حتى إلى قلب العيلة. وحضوره يعني خياراً شخصياً يحمل معه تمزّقات مؤلمة.
في زمن يسوع وفي زمن الكنيسة الأولى، دُفع التلاميذ إلى انفصال عن العيلة وعن "القبيلة". هذا ما أنبأ به سمعان الشيخ أمّ يسوع: "إنه هنا لسقوط وقيام عدد كبير في اسرائيل، وليكون علامة معارضة" (2: 34).
وهذا العبور الصعب سيصل في يوم من الأيام إلى المصالحة بين جميع البشر، إلى السلام. هذا ما اعلنه بولس لأهل أفسس: "إنه هو سلامنا. جعل من الاثنين (مما كان مقسّماً) واحداً. ودمّر في جسده جدار العداوة (أو الانقسام)" (أف 2: 14).
وهكذا كان مرور يسوع وسط البشر بداية تمييز لدى الناس: فكل واحد مدعو ليسمع النداء بأن يتبع يسوع في خط النار الذي يرسمه. وهذا الاتباع هو مراراً مؤلم وممزّق. غير أنه ليس مغامرة نقوم بها وحدنا. بل هو يقود المزمن إلى عائلة تحمل الدفء والحرارة، إلى ينبوع السلام. وإن لم يكن الأمر هكذا، فعلى الجماعة أن تطرح السؤال على نفسها حول هوّيتها وحول رسالتها.
إن الذين اختاروا يسوع، دخلوا في عيلة جديدة يجدون فيها الاستقبال الاخوي: "كل من يعمل إرادة الله هو أخي وأختي وأمي" (مر 3: 35).
إن كلمة يسوع، البارحة واليوم، تلج مفاصل كياننا. تدخل إلى حيث تختار حريتنا الشرّ أو ترفضه، تختار الحبّ أو ترفضه، تختار متطلّبات الروح أو ترفضها. فيسوع يفرض علينا أن نختار. وبهذا يكون ينبوع "انقسام" فينا وبين البشر.
روحه هو نار الحب التي تشتعل في قلوبنا وتدفعنا فجأة إلى تضامنات جديدة، وإلى انفصالات جديدة.
فعلينا مثله ان نرغب رغبة حارة في أن تشعل نارُ حبه، نار روحه، الارض كلها. غير أن يسوع يعرف أن مجيء الروح القدس يكون ثمرة عطية ذاته، ثمرة الامه، ثمرة "عماده".
وإن معموديتنا شاركتنا في "معمودية" يسوع الذي انحدر إلى مياه الموت ليفجّر فيها الحياة. إذن، قد عرفنا أن الحب انتشر، أن النار اشتعلت، من أجل تجديد الارض. وكل هذا سيكون ثمرة موتنا عن نفوسنا، عن أنانياتنا الفردية والجماعية.
إن قتل مل ما ليس الحب، يبقى الحاجز الأهم للبشر. فالسرّ الفصحي "يقسمهم". من لا يحلم بعالم أفضل، شرط أن لا يمرّ في الفصح المسيحي؟
راجت أيديولوجية التقدّم، والغد الذي يزهّر. فقد جاء معلّمون جدد يعدوننا بعصر جديد لا يفرض علينا تبديلاً جذرياً في حياتنا. نحن نحلم منذ القديم بعالم سعادة لا يتطلب منا مجهوداً. بل يولد من ديانة جديدة مبنيّة على العاطفة لا على الايمان وحمل الصليب على خطى يسوع.
منذ مجيء المسيح، لم يعد الخلاص يرتبط بالانتماء إلى هذه الشيعة أو تلك، بل بتقبل شخصي لنداء الله وعطاياه. والديانة المسيحية ليست "تأميناً ضد الأخطار"، بل التصاق الايمان والتزام الانسان الحرّ المسؤول.
كل معمدّ هو "وكيل" حكيم وأمين. فعليه أن يشغل عقله ويسهر لكي يقوم بخيارات توافق مخطّط حب الله بالنسبة إليه وبالنسبة إلى العالم.
أية صورة نختارها في العهد الجديد لنرسم بها عماد المسيحيين؟ لقد أبرز عماد الاردن التغطيس في المياه التي تنقّي وتجدّد. أما بولس فيقول لنا إن عماد الصليب هو تغطيس في الموت من أجل القيامة. ثم تأتي معمودية العنصرة: يُعطى الروح ناراً لجميع البشر. إن عماد النار هو عماد يجعل منا أناساً حارين، أناساً يبحثون عن الله. اناساً يهمّهم الصراع من أجل العدالة. أناساً يصل بهم جنون المسيح إلى الاستشهاد. فالامناء لعماد العنصرة "يخربطون" الناس، يحيرّونهم، يقسمونهم. ولكن هذه الأمانة ليست تعصّباً. فنار العنصرة لا تدمّر كما يفعل البرق في العاصفة. هي تشعل لتثير الحبّ الذي يدفعنا إلى ترك الوالدين دون أن ننسى الاكرام الواجب لهما. إنها تنيرنا لكي نميّز الخير من الشر والحق من الكذب. إنها تحرقنا لكي تشفي جراحاً حصلت فينا بفعل التجرّد والتمزّق امام خيارات قمنا بها. فهل نترك روح يسوع يشعل مثل هذه النار فينا وفي العالم؟
جئتَ تحمل النار على الأرض. ولكن ولو التهمت هذه النار فتورنا، فأنا اريدها أن تشتعل. جئتَ تحمل الحق على الارض. ولو مزّق هذا الحق رغباتنا أريده فاعلاً عاملاً فينا. جئتَ تحمل الغفران على الأرض. فلو كان قاسياً على قلوبنا الضيقة، أريد أن أراه متجلياً. جئتَ تبني ملكوتك على أرضنا. ولو كنت احقر خدامك، فأنا اتمنّى أن أكون بين المدعوين الذين لا يُطردون إلى الظلمة البرانية
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنجيل لوقا - يسوع في الناصرة
أنجيل لوقا - تجارب يسوع
أنجيل لوقا - كيف نتبع يسوع
أنجيل لوقا - يسوع على الصليب
أنجيل لوقا - يسوع حيّ


الساعة الآن 06:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024