+ الفرق بين وعد الله للإنسان وضلال النفس +
حينما تقرأ الكتاب المقدس فاخضع للكلمة ولا تخضعها لفكرك ولا لرأيك أو ظنك، فصلي أولاً ان يفتح الله ذهنك، وتأني واصبر في قراءة متأنية بخشوع وصلاة منتظراً الفهم حسب قصد الله وتدبيره، ولا تتسرع وتسير وفق شعورك وإحساسك، لأن أحياناً كثيرة يخدعنا قلبنا وإحساسنا يضلنا، فالبعض حينما يقرأ الكلمة ويجد وعد إلهي، ينفعل به ويظن أن هذا وعد الله لهُ على نحو شخصي، فيعيش هذه الأكذوبة حسب ميل قلبه الذي يتمنى هذا الوعد، وينتظر أيام وشهور وسنين ولا يجد نتيجة، وقد نسى أن الله لم يوعده بشيء وإنما هو من ظن لأنه يميل لهذا الوعد، فيبدأ في صراع داخلي من جهة الشك في وعود الله، ويتسائل لماذا الله تركني ولم يحقق وعده الذي وعدني به...
فيا إخوتي لا ينبغي أن نخدع أنفسنا لأن الله بريء من كل ظن أو وعد نوعد به أنفسنا، لأنه ينبغي أن لا نبحث عن شيء نميل إليه بل ننتظر معاملات الله معنا وإعلاناته بالروح، وهذه لا تأتي قبل أن نحفظ الوصية ونتثبت في التوبة ونحيا بالإيمان، وعلينا أن نظل طالبين روح التمييز والإفراز إلى أن نناله، لأن كثيرين بتسرع ساروا وراء ضلال أفكارهم ومشاعر قلوبهم التي خدعتهم، فسقطوا وكان سقوطهم عظيماً.
فانتبهوا لحياتكم وكونوا صادقين مع أنفسكم لكي لا تضلوا الطريق، لأن اسئلة كثيرة تأتي بسبب عدم الإفراز والتمييز، لأن كثيرين ضيعوا عمرهم ووقتهم في وهم الظنون الباطلة من جهة أن الله وعدهم، مع أن الواقع يقول انهم هم من وعدوا أنفسهم ومالوا نحو أفكار قلوبهم، والرب لم يقل لهم شيئاً، لذلك صلوا واطلبوا التمييز لأن كثيرن ضلوا بسبب خلط الأمور ببعضها فوقعوا في فخ لا خروج منه إلا بصعوبة بالغة، لأن الإنسان مع الوقت بيصدق نفسه فيضل ويتوه عن الطريق ويسير في طرق تظهر مستقيمة لكن نهايتها وخيمة.