احذروا يا إخوتي الخُدام والخادمات
من الجلوس على كراسي التعليم المُبكر وبتسرع، وزج المخدومين في الخدمة قبل أن يتأصلوا في حياة التوبة ويحيوا بالتقوى، لأن - للأسف - اليوم كثير من الناس لم يبدأوا الطريق ولم يدخلوا في السيرة الروحانية وجلسوا على كراسي التعليم مبكراً ليُعلموا ويحكموا على الناس حتى سقطوا دون أن يدروا في خطية عظمى لأنهم اتخذوا مكان الله الحي وحكموا في الضمائر وعلى النيات، فصارت خطيئتهم عظيمة دون أن يدروا، ويحتاجوا أن يستفيقوا سريعاً لأن غرور المعرفة بلا خبرة شركة حياة حقيقية واقعية مع الله يُصيب النفس بالعطب وعدم الإصلاح لتقع في فخ الشيطان فيهلكها للأبد إذ يغشها بغرور البُطل بحجة الدفاع المحموم عن الحق الذي يتصور الناس انهم جديرين به، مع أنهم أبعد ما يكون عنه لأنهم يتكلمون كثيراً جداً لكن ليس لهم ثمر في واقع حياتهم الحقيقية، ومن يظن انه شيئاً وهو ليس لهُ شيء فهو يغش نفسه.