«هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي»
(مت12: 18)
لينا أن نُفرِّق جيدًا بين مشاعرنا التي تلوَّثت بالخطية، وبين مشاعر الله القدوس. فيمكن لمشاعرنا أن تتدخَّل في حكمنا على الأمور، بل وتحل تمامًا محل البِرِّ والعدل؛ فالإنسان في غضبه - على سبيل المثال - كثيرًا ما يُخطئ في الحكم على الأمور، وفي حجم العقوبة، فلا يصنع بالتالي بر الله (يع1: 20)، بعكس الله تمامًا الذي غضبه على أساس العدل الإلهي وليس على أساس المشاعر. كما أن الله لا يختبر تقلباتنا المزاجية، فهو لا يتغيَّر، وأفعاله تتوقَّف على ثبات شخصه وعلى صدق مقاصده، ووعوده التي بلا ندامة (رو11: 29)، وليس على أساس مشاعره؛ وإلا كان أمر خلاصنا هو المستحيل بعينه! وهذا ما أعلنه الله «لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ ... لَمْ تَفْنُوا» (ملا3: 6). وعلى هذا الأساس وعد الرب بعدم هلاك المؤمن (يو10: 28)، بالرغم من إحزاننا المتكرر لروحه (أف4: 30).