رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية نور حقيقي "مصباح لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" [105]. كلمة الله نور مثل المنارة الذهبية المتقدة سرجها بلا انقطاع في هيكل الرب، ومثل عمود النور الذي كان يقود شعب بني إسرائيل في البرية نهارًا. أينما كنا سواء في الهيكل أو في الطريق فإن كلمة الله هي القائد الحقيقي الذي ينير لنا الطريق. لماذا يدعوها: "مصباح لرجلي"؟ إنها لا تنير العينين فقط فتنال فهمًا وحكمة، وإنما تنير للقدمين كي يسيرا في الطريق الملوكي، فلا يكفي للمؤمن أن يتعرف عليه خلال الاستنارة الإلهية، إنما أن يسير فيه حتى يبلغ غايته. وكأن غاية الوصية ليس فقط الكشف عن إرادة الله لنا، إنما تبدد من أمامنا ظلمة الطريق الخاطئ، وتكشف لأقدامنا طريق الحق فنتبعه. إذ يتحدث المرتل في ضعفه لم يقل عن الوصية أنها شمس بل مصباح. ففي هذه المرحلة لا تستطيع عيناه على معاينة الشمس، إنما يكفيها مصباح فينير ويبدد الظلام ويقودها إلى السيد المسيح، شمس البر، كلمة الله المتجسد، وكما يقول القديس بطرس: "وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها كما إلى سراجٍ منيرٍ في موضع مظلمٍ إلى أن ينفجر النهار ويطلع الصبح في قلوبكم" 2 بط 19:1. عندئذ يُقال: "وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم، ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراجٍ أو نور شمسٍ، لأن الرب الإله ينير عليهم، وهم سيملكون إلى أبد الأبدين" رؤ 4:22، 5. في العهد القديم كان للمنارة الذهبية طقسها الخاص، من جهة سُرجها السبعة ونوع الزيت والفتائل، وكان ديمومة إنارتها أمرًا جوهريًا في حياة هذا الشعب. فقد كان ذلك رمزًا إلى حاجة الطبيعة البشرية إلى الاستنارة الإلهية حتى تُنزع عنها طبيعة الظلمة، وتحمل الشركة مع المسيح النور الحقيقي الذي ينير العالم. إن كان السيد المسيح هو "الطريق" الذي يقود إنساننا الداخلي إلى حضن الآب، فإنه هو أيضًا النور الذي يكشف لنا هذا السبيل الملوكي فلا ننحرف عنه. * كان النور بالحق مخفيًا ومحتجبًا في ناموس موسى، لكن لما جاء يسوع، أشرق إذ رُفع البرقع وأعلنت في الحال وبالحق البركات التي قُدم ظلها في الحرف. العلامة أوريجينوس * إذا أدرك أحد كلمة الله وتمتع باللوغوس في كل تصرف حتى عندما يرفع قدمه في كل خطوة يخطوها فإنه لا يمكن أن يتعثر، لأنه يقتني "المصباح" ويستخدمه. وعلى العكس إن قبل المصباح وبدى كأنه قد آمن به لكنه لم يحمله في كل تصرف، ولا تطلع مع "اللوغوس" في كل سلوكه أين يضع قدمه، أقصد خطوات الروح، فمثل هذا الآنسان يرتكب خطأ مزدوجًا، لأنه أدرك اللوغوس ولم يستخدم كلمة الله أينما وُجد... يمكننا القول إنه عندما جاء "كلمة الله" اللوغوس من السماء، أضاء كل مؤمن في داخله دون أن ينقص اللوغوس. خلال اللوغوس - المصباح والنور - تولدت مصابيح كثيرة من النور الفريد، فيقول كل من أدرك نعمة "كلمة الله"، السراج المنير، "أتطلبون برهان المسيح المتكلم فيَّ؟" (راجع 2كو3:13) تحت كل الظروف، إذ قبلنا كلمة الله نتهيأ لنتحرك في كلماتنا وسلوكنا وفكرنا مستخدمين السراج الذي نضعه أمامنا. فإنه "ليس أحد يوقد سراجًا ويغطيه بمكيال أو يضعه تحت سرير، بل يضعه على منارة لينظر الداخلون النور" لو16:8... فإنه ليس بيننا من أضاء سراجه وصار مدركًا اللوغوس، يجعله عاطلًا بوضعه تحت إناء، أي تحت المكيال (لو33:11؛ مت15:5)، أو تحت سريره، بل يضعه على منارة؛ والمنارة هي موضع السراج... بحسب التفسير الأول "موضع المنارة" هي نفسك، حيث يجب أن تكون موضعًا لكلمة الله. وبحسب التفسير الثاني: فكر في فمك، وفي الكلمات التي ينطق بها عندما تفتحه لكلمة الله (اللوغوس)، وذلك بوضع السراج على منارة، أي في فمك. الداخلون إليك ينظرون النور (لو33:11؛ مت15:5) سواء حسب التفسير الأول (أي متجليًا في نفسك) أو التفسير الثاني (معلنًا في كلماتك وفي فمك). لهذا يقول الكتاب المقدس: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة" لو35:12. السراج هو كلمة الله، اللوغوس، الذي قبلناه والذي به آمنا بالله(الآب)، ليظل مشتعلًا ولا ينطفئ أبدًا. "نور الصديقين أبدي، وسراج الأشرار ينطفئ" (أم 9:13). كان في خيمة الشهادة (خر21:27) السراج موقدًا حتى يراه الذين يخدمون الله ويمارسون طقوسهم ويصيرون مستنيرين به. هكذا بنفس الطريقة يوقد سراج في الكنيسة، خيمة الشهادة (الجديدة). "سراج الجسد هو العين" مت22:6؛ لو34:11. الجسد الكامل يمثل الكنيسة، والسراج الذي يمثل عينها هو البصيرة الروحية في الآنسان. [يربط أوريجين بين المعرفة والعمل] من يدرك اللوغوس، لا يقدر كعين أن يقول لليد: ماذا تفعلين؟ ولا اليد تقول للعين: "لا حاجة لي إليكِ" 1كو12:12، لأن اليد لا ترى لكنها هي التي تمارس (الحياة المسيحية) دون أن ترى الحقائق الروحية. هناك اختلاف بين الذين يدركون اللوغوس (كلمة الله)، فالبعض يدركه مصباحًا والآخرون يدركونه نورًا... العذارى الجاهلات كان لهن مصابيح منطفئة (مت2:25)، "لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور، ولا يأتي إلى النور، لئلا توبخ أعماله" يو20:3. كذلك يوبخ يسوع الذين لا ينتفعون دائمًا من النور، الذي معهم ساعة أو لحظة (يو35:5) عند استخدامهم هذا السراج. يقول يسوع: "كان هو السراج الموقد المنير، وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" يو35:5. إنني في حاجة إلى أمرين: مصباح لرجلي، ونور قوي لكل سبلي؛ عندما أسير في الطريق أحتاج إلى سراج أمام خطواتي، لكنني بعد ذلك أحتاج أيضًا إلى نور قوي. العلامة أوريجينوس يرى المرتل أن سياحته في هذا العالم تتطلب الاستنارة بتعاليم الله، التي تقوده في الطريق الملوكي مهما كانت المخاطر التي يتعرض لها. * أشعة الكلمة مستعدة سرمديًا أن تشرق مادامت نوافذ النفس مفتوحة خلال الإيمان البسيط. القديس هيلاري أسقف بواتييه * السراج هو الشريعة بالنسبة للذين يسلكون في الظلمة قبل أن تشرق عليهم شمس البر (ملاخي 20:3)، والنور الحقيقي ليس مصباحًا بل هو الشمس التي تضيء على الذين قد تناهي الليل بالنسبة لهم وتقارب النهار (رو12:13). في هذا النهار يمكننا أن نسلك بلياقة (رو13:13). القديس ديديموس الضرير في اختصار كلمة الله هي مصباح للمؤمن، "لأن الوصية مصباح والشريعة نور" أم 23:6؛ إن عاشها بالروح يكون منيرًا، وإن توقف عند الحرف يصير منطفئًا كمصابيح العذارى الجاهلات. في هذا العالم نحتاج إلى مصباحٍ منيرٍ وسط ظلمة هذه الحياة، فنسلك الطريق الملوكي، حتى نرى الرب وجهًا لوجه فننعم بالنور الأبدي. عاش رجال العهد القديم قبل مجئ شمس البر يستنيرون بمصباح الشريعة، أما رجال العهد الجديد فيتمتعون بنور شمس البر، بكونهم قد صاروا أبناء نهار. * من يرفض قبول نور كلمة الله ينبغي أن يخشى عقاب الظلمة الأبدية. الأب قيصريوس أسقف آرل * ترجّوا واحتملوا حتى يعبر غضب الله على الليل الذي هو أب الأشرار. لقد كنا نحن ابناء الليل، كنا أحيانًا ظلامًا (أف 3:2؛ 8:5)، وها هي تظهر أثاره في جسدنا إذ نحن أموات بالخطايا (رو 10:8) حتى يميل النهار وتهرب الظلال (نش 17:2). القديس أغسطينوس * قيل هذا أيضًا عن المسيح، فقد قيل أنه أُعطى نورًا للأمم كما يقول إشعياء النبي: أعطيتك كنورٍ لكل الأمم، لكي تكون أنت خلاصي إلى أقاصي الأرض. لهذا يقول داود "مصباح لرجلي كلمتك، ونور لسبيلي". الأب أفراهات * ليست خليقة، سواء كانت عاقلة أو لها قوة فهم، تنير بذاتها، بل تستنير بالشركة مع الحق الأبدي. القديس أغسطينوس يرى القديس جيرومأن النور هنا لا يشير إلى تبديد الظلام فحسب بل إلى بعث روح الفرح في المؤمنين. ولعل العذارى الحكيمات في استقبال العريس كن يحملن مصابيحهن متقدة وهن أمام شمس البرّ، لا مجال للظلمة، لكن كتعبيرٍ عن الفرح. * خلال كل الكنائس الشرقية، حتى حين لا توجد رفات للشهداء عندما يُقرأ الآنجيل توقد الشموع بالرغم من أن الفجر ربما يكون قد ظهر في السماء، ليس لأجل تبديد الظلمة بل للشهادة للفرح. ولهذا فإن مصابيح العذارى في الآنجيل دائمًا مشتعلة. ويخبرنا الرسل أن تكون الأحقاء ممنطقة والمصابيح في الأيدي متقدة. ونقرأ عن يوحنا المعمدان "كان السراج الذي يضيء" حتى خلال رمز النور المادي يُقدم النور الذي نقرأ عنه في المزمور: "سراج لرجلي كلامك يا رب، ونور لسبيلي". القديس جيروم لقد أشرق الآنجيل بالنور الذي كان مختفيًا وراء الحروف في العهد القديم. * الإنجيل، العهد الجديد، يخلصنا من النظام القديم، نظام الحرف، ويُعلن عن سمو النظام الجديد. هذا هو نظام الروح متحققًا بنور المعرفة ومنتميًا بطريقة لائقة إلى العهد الجديد لكنه يوجد مخفيًا أيضًا في الكتب في القديم. العلامة أوريجينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 | يا لعذوبة الوصية |
مزمور 119 |الوصية استنارة |
مزمور 119 | الوصية حياة |
مزمور 119 | الوصية كنز مخفي |