رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نيقوديموس الولادة الجديدة نيقوديموس اسم يونانيّ ومعناه المنتصر على الشعب. فرّيسيّ وعضو في مجلس السنهدريم ومعلّم في الشريعة ووجيه من وجهاء الشعب. تخبرنا الأناجيل عنه أنّ التقى يسوع ليلاً وكان بينهما حديث روحي. ويغيب عن الرواية الإنجيليّة ليظهر ثانيةً مع يوسف الرامي لدفن يسوع المصلوب. الموقف الأوّل : اللقاء الليلي. التقى نيقوديموس يسوع شخصيّاً ليفصل بين الحقيقة والإشاعة. فقد سمع الكثير عن المسيح، وكان ما سمعه متضارباً. وأراد أيضاً أن يعرف المزيد عن ملكوت الله. فكلّ ما كان يعرفه هو أنّ الملكوت مخصّص لليهود فقط. نيقوديموس معلّم حقّاً. ومن صفة المعلّم الحقيقيّ أنّه لا يكفّ عن التعلّم حتّى من نجّارٍ ناصريّ. لقد اكتشف أنّ الملكوت شخصيّ وليس لشعبٍ حصريّ. والدخول فيه يتطلّب توبةً حقيقيّة وولادةً ثانية روحانيّة. والحال، قد يعتقد المسيحيّ أنّه يعلم كلّ شيء، لكنّه لا يزدري باقي الناس، سواء من ملّته أو من ديانةٍ أخرى، ويرى أنّ في حياتهم الروحيّة خبرة يمكنها أن تغنيه. فالله يحبّ جميع الناس، وروحه القدّوس يعمل في كلّ شخصٍ له إرادة صالحة. أمّا الروح القدس الساكن في المسيحيّ فيساعده على التمييز بين الحقائق الّتي يعلنها الآخرون، ويميّز الصالح فيها والطالح. الموقف الثاني : نيقوديموس يدافع عن المسيح في السنهدريم. حين أدرك نيقوديموس أنّ يسوع هو المسيح، تكلّم بجرأةٍ وشجاعة في السنهدريم حين هاجمه اليهود مخاطراً بسمعته ومركزه ودافع عن يسوع. «أتسمح لنا شريعتنا بأن نحكم عليه بدون سماع دفاعه أوّلاً لمعرفة ذنبه؟» (يو 7: 51). إنّ الله يريد أن يستعملنا لنكون له شهوداً للحق. وقد يمسّ الله من خلالك مَن تظنّ أنّهم لن يتجاوبوا معك أبداً. وهذا لا يتمّ إلاّ إذا سلّمت ذاتك له، وبحثت عن الحقيقة في كلّ مكان. الموقف الثالث : نيقوديموس يدفن يوسع. بعد موت يسوع، أحضر نيقوديموس طيوباً، وقام بدفنه كما يليق غير خائفٍ من العواقب الناتجة عن فعلته هذه، بينما هرب التلاميذ مع أنّهم لا يملكون منصباً يخشون فقدانه. وهذا يبيّن استمراريّة نيقوديموس في النموّ الروحيّ وقد وصل حينا إلى الشهادة حتّى وإن كان الثمن استشهاداً. حين نخاف تأدية الشهادة للمسيح، نحاول أن نختلق الأعذار. ولا نريد أن نقرّ بالسبب الحقيقيّ وهو أنّنا لا ننمو حقّاً في الروح، بل نعيش حياةً سطحيّة، ونأمن لتقويّاتٍ لا نسمح لها بالتغلغل إلى أعماقنا، تماماً كما كان حال التلاميذ قبل العنصرة. وأخيراً يا صديقي: أيّ موقفٍ من هذ المواقف الثلاثة تعيشه أو عشته، وما الّذي ينبغي عليك أن تفعله؟ |
|