يسوع، انزعج بالروح واضطرب
فلما رآها يسوع تبكي واليهود الذين جاءوا معها يبكون، انزعج بالروح واضطرب (يو11: 33)
نقرأ ثلاث مرات في إنجيل يوحنا أن يسوع اضطرب أو انزعج:
المرة الأولى في يوحنا11: 33 موضوع آية اليوم. وأيضاً في ع38 « فانزعج يسوع أيضاً في نفسه وجاء إلى القبر ».
اقترب الرب يسوع من بيت عنيا حيث عرف أن لعازر حبيبه قد مات منذ بضعة أيام. وكان يعرف حسب إرادة أبيه أنه سيُقيمه ويُعيده إلى أختيه، ومع ذلك فقد انزعج بالروح واضطرب، ذلك لأنه كان يقدِّر بعطف عميق بكاء وآلام أختي لعازر، وأيضاً لأنه لمس في جميع الحاضرين إلى أية درجة كان الموت يرعب الروح البشرية. إن أولئك الرجال والنساء المخلوقين على شبه الله ليكونوا سعداء، هوذا يراهم مقهورين في حضرة الموت التي تذكّرهم بما كان ينتظرهم بلا رحمة.
المرة الثانية في يوحنا12: 27 « الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول. أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ».
ما هي هذه الساعة التي كان ابن الله يطلب أن ينجيه منها؟ إنها في الواقع ليست سوى ثلاث ساعات الظلمة التي قضاها المسيح فوق الصليب من السادسة إلى التاسعة، وهي ساعات طويلة مثل الأبدية احتمل أثناءها الرب يسوع باعتباره الإنسان الكامل غضب الله على خطايانا التي لا حصر لها. ونفهم بعض الشيء لماذا اضطرب الرب من فكرة ما كان سيتحمله؟ ولكن الطاعة للآب هى التي انتصرت!
المرة الثالثة في يوحنا13: 21 « لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح وشهد وقال الحق الحق أقول لكم إن واحداً منكم سيسلمني »
إن إثارة موضوع خيانة يهوذا التي كانت عتيدة أن تقع، هي التي جعلت الرب يسوع يضطرب، ولا شك أنه اضطرب أيضاً للمصير الرهيب الذي كان ينتظر ذاك الذي سار ثلاث سنوات معه (مر14: 21). يا له من ألم!
في ذلك الحين أعلن الرب لتلاميذه، وهو نفسه مضطرب مما كان ينتظره: « لا تضطرب فلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي » (يو14: 1) !
أنا قد سبى فؤادي
حُب فادٍ قد غفر وحنان للسقيم
ورثاء للبشر وجلوس عند بئرٍ
بعدما أضنى السفر