رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الهروب من التوتر والقلق والاكتئاب الإنسان بطبيعته يحاول البحث عن اللذة، وفي نفس الوقت يحاول التخلص من الألم، ولذلك قد يلجأ الإنسان للإدمان تحت الظروف الآتية: أ- التعرض للتوتر نتيجة عدم تناسب الإمكانات مع المتطلبات، فالشاب الذي خطب منذ عدة سنوات وبذل كل جهده للحصول على شقة ليتزوج فيها دون جدوى قد يصاب بالتوتر الذي يدفعه للإدمان، والطالب الذي لا يحسن استخدام وقته في استذكار المواد الدراسية الكثيرة قد يصاب بالتوتر وقد يهرب من هذا التوتر بالإدمان. ب- التعرض للقلق، فقد يصاب الإنسان ذو الحساسية المفرطة بالقلق بدون أن يكون هناك داعٍ لذلك، وقد يتعرض الإنسان للقلق بسبب تزايد الضغوط النفسية عليه ولا سيما بالنسبة للشباب الذي يعاني من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى رغبته في الحلول السريعة، والإنسان القلق قد يلجأ إلى الحبوب المهدئة التي تقوده للإدمان. أما رجل الله فأنه يثق في أبيه السماوي الذي يدبر كل أمور حياته صغيرها وكبيرها. ج- التعرض للاكتئاب الذي ينشأ نتيجة انخفاض تركيز بعض الهرمونات(1) في مراكز معينة بالمخBiogenic Amines وقد ينشأ الاكتئاب نتيجة تكالب الهموم والمتاعب النفسية على الإنسان ورغبة هذا الإنسان في الخلاص من هذا الاكتئاب بأي ثمن ولو لفترة وجيزة فيلجأ إلى المخدرات التي تعطيه السعادة الوهمية. د- شعور الإنسان بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه ومنبوذ من أقرب الأقربيين، مثل الابن الذي لا يشعر برائحة الحب في أسرته فيسهل سقوطه في هوة الإدمان. ه - محاولة التخلص من أثار أزمة عاطفية عنيفة مثل فشل إنسان في قصة حب قوية، أو طلاق، أو موت الأب وزواج الأم، أو العكس، أو دخول السجن، فمثل هذه الأمور قد تدفع بالإنسان نحو الإدمان. ز- محاولة التخلص من المشاكل التي تواجه الإنسان، ويعجز عن حلها، فالبعض تواجهه المشاكل فيستطيع أن يواجهها ويضع الحلول الممكنة لها، ويختار أفضل هذه الحلول، وبذلك يتغلب على المشاكل وتمر الأمور بسلام، وقد يكون حل المشكلة في تحملها بصبر إلى أن تعبر بسلام،أما البعض الأخر فقد تلفه المشاكل، وتستحوذ على كل كيانه ولا يعرف أن يفلت منها، ويفقد سلامه، ويندب حظه العاثر، فمثل هذا الإنسان لو التقى في ظل هذه الظروف النفسية السيئة بأحد أصدقاء السوء فإنه يقنعه بأن الحل في كأس الخمر أو سيجارة البانجو أو شمة الهيروين، فيتعاطى الإنسان هذه السموم ويتوه عن الواقع ويعيش في السعادة الوهمية وأحلام اليقظة، ويتصوّر أنه يعيش بلا مشاكل.. ملك زمانه وكل المتاعب لم يعد لها وجوده في حياته، ولا يدرك أن وجود هو الذي أصبح مهددًا، لأن كلاَّ من المدمن والمنتحر يرتكبان نفس الخطأ، والفارق في الزمن فقط، ومثل هذا الإنسان لا يكفى علاجه من الإدمان فقط لأنه سيعود إليه طالما بقيت مشاكله.. إنما يلزم مساعدته في حل مشاكله مع علاجه من الإدمان. ومن أقوال بعض المدمنين في هذا المجال: "واحد صاحبي غواني، وأنا كنت متضايق نتيجة خناقة من الوالدة، قال لي خذ سيجارة بانجو حاتشيل القرف وتخليك مبسوط.. فأخذت".. "المخدرات تساعد الواحد على النسيان.. أو على الوهم بمعنى أصح، وفقدان الذاكرة". " أنسى التعب والمشاكل. لو لم أنسى المشاكل اللي ورايا وقدامي سأنتحر"(2). جاء في كتاب إمبراطورية الشيطان(3) قصة أحد الشباب الذي كان يعيش في أسرة مستقرة مكوَّنة من سبعة أشخاص، وهو الذكر الوحيد، وفجأة توفى والده، ووجد نفسه مسؤولًا عن الأسرة، فأخذ يعمل ليلًا ونهارًا لمدة ست سنوات، وأخواته لم يتقدم أحد لخطبة واحدة منهّن بسبب ضعف الإمكانيات المادية، وبينما كان جالسًا هذا الشاب يجتر همومه، فإذ بصديق يدفع له بسيجارة قائلًا "دخن علَّها تنجلي" وهكذا بدأ يصبح مدمنًا فزادت مصاريفه وزاد همه، ومرة أخرى قال له صديق آخر " أن دواءك عندي!! سيجارة تنسيك همومك!!" وبدأ يدخن الحشيش حتى ينسى مشاكله.. مرَّ نحو عشر سنين لم يحدث تغيرّ يذكر غير أن إحدى البنات تزوجت من شاب فقير، وعملت أخت ثانية عاملة بسيطة، وتدهورت حالة الأم الصحية. وبينما كان غارقًا في همومه وقارب الأربعين عامًا ولم يفكر في الزواج لضيق اليد، وإذ بأحدهم يقول له "سأنقذك من هذا الهم" وعرض عليه الهيروين مجانًا فاستنشقه وفي بادئ الأمر شعر بسرور، وبعد أيام بدأ الهيروين ينخر في عظامه ويمتص كل مليم تصل إليه يده. وروت لي إحدى الطبيبات قصة شاب عمره عشرين سنة بالصف الثاني بكلية التجارة والده رجل أعمال كبير والأم محاسبة تعمل بالقطاع الخاص، والأسرة غير مستقرة بسبب الخلافات الحادة التي تدب بين الأب والأم، ولأن كل إنسان يختلف في استقباله للمشاكل عن الآخر، لذلك هذا الابن كان له شقيق لا يبالي كثيرًا بمثل هذه المشاكل. إنما هو ناجح في دراسته وناجح في حياته الروحية أيضًا. بينما هذا الشاب الحساس الوسيم الذي له قوة إبداع ومتفوق في دراسة الكمبيوتر كانت تطحنه مثل هذه المشاكل الأسرية.. بدأ بشرب البانجو والحشيش وانتهى بأدوية الهلوسة ولا سيما عقار L.S.D الذي له أثار خطيرة كما سنرى بعد ذلك.. كان هذا الابن لا يأنس لأبيه بسبب قسوته على أمه وعليه. إنما كان يتعاطف مع أمه، وأحيانًا كان يحكي لها عن كل شيء في حياته.. صُدِمت الأم بخبر إدمانه، ووقع الخبر كالصاعقة على أبيه.. أخذوه إلى الطبيبة للعلاج، وفهمت الطبيبة أصل المشكلة فنصحت الوالدين بإخفاء مشاكلهما عن أعين الأبناء، وفعلًا أمتثل الاثنان لهذه النصيحة، وبدأ الابن علاجه، وبسبب تغير الجو الأسري تحسنت حالته. _____ الحواشي والمراجع :(1) د. عادل صادق - الإدمان له علاج (2) المجتمعات المستهدفة للتعاطي والاتجار في المخدرات - صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ص 153، 164 (3) كتاب إمبراطورية الشيطان(3) - الإدمان وتعريفه - دار لبنان للنشر ص 366-367 |
17 - 07 - 2014, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: الهروب من التوتر والقلق والاكتئاب
مشاركة مميزة جدا يــ مارى |
|||
18 - 07 - 2014, 10:49 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الهروب من التوتر والقلق والاكتئاب
شكرا على المرور
|
||||
|