رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تخافا أنتما... نزل ملاك الرب من السماء، ودحرج الحجر الذي على باب القبر ليعلن حقيقة قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات، فصار الحراس كأمواتٍ، كقوله: "فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ، فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" (مت 28: 4، 5). لقد شاء الله أن يُظهر قوته للحراس من خلال رؤيتهم لملاك الرب، أثناء نزوله من السماء، وقد كان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج، هذا بالإضافة إلى الرعب الناشئ من تأرجح الأرض التي كان الحراس واقفين عليها بسبب الزلزلة التي حدثت. لقد سمح الله أن يشعر الحراس بضعفهم، لعلهم يمجدوه، ويهابوه، ساجدين له كما فعل يوحنا الرسول الحبيب، كقول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ 1: 17). إن الله يظهر قوته وجبروته للمتكبرين المعاندين من البشر، ولا مانع لديه من أن يُرعبهم بجلال قوته وعظمة جبروته، لعلهم يعترفون بضعفهم ويخضعون له قبل فوات الأوان، وذلك كقول الكتاب: "فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (إش 2: 17). ولكن البعض يعترضون على إظهار الله لهيبته وجبروته المعلن من خلال خليقته (الطبيعة). ولكنهم يتناسون أنهم سيقفون أمام الله الديان العادل في يوم غضبه، فكيف سيواجهونه، وماذا سيفعلون في ذلك اليوم؟! أليس من الأجدر بهم أن يخضعوا له، ويطيعونه الآن، ولا يعاندوه قبل فوات الأوان!! أما من يهاب الله، ويعترف بسلطانه، ويمجده، ويتضع أمامه، فهذا ينزع عنه الله الخوف، كما نزع عن يوحنا عبده، وعن المريمات اللائي خاطبهن الملاك، قائلًا: ".. لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا..". القارئ العزيز... قد يُظهر الرب عظمة قدرته وسلطانه وجبروته سواء من خلال الطبيعة (زلازل، براكين، عواصف، سيول...) أو من خلال تغيرات عالمية (حروب، أوبئة، أزمات اقتصادية غير متوقعة، تغيرات سياسة...) فإذا شَعرْتَ بعظمة الله في ذلك الحين، اسجد أمام هيبته، واتضع أمام بهاء عظمته، واعطه المجد، واعبده بخشية، ولكن لا تخف، لأن ملاك الرب سبق وطمأن خائفي الرب الطالبين رضاه، بقوله للمريمات: "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" تمسك بهذا الوعد، قائلًا: أنا أطلب يسوع المسيح المصلوب الحنون الوديع، الذي استجاب طلبة اللص اليمين، والذي لا يُخزي طالبيه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جميلة هذه العبارة: «لا تخافا أنتما!» |
لا تخافا أنتما |
ترنيمة لا تخافا - المايسترو ناير ناجي |
أنتما عاملان مع الله بالزواج |
لا تخافا أنتما |