الشهير بـ"جامع السنكسار". وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يُكثران من الصدقة على المساكين، ولما توفّيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقًا، ثم جمع إليه المرضى، وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه. رهبنته:
اتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه ثم مدح أمامه الرهبنة مبينًا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزّع كل ما له على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية حيث اشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير. ثم تفرد في وحدة، فحسده الشيطان وجنوده على حسن صنيعه هذا واجتمعوا عليه وضربوه ضربًا موجعًا حتى ظل مريضًا أيامًا كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح فتقوى وتغلب عليهم. أسقف على البرلس:
دُعي من الله إلى رتبة الأسقفية على البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها ورد أصحابها إلى الإيمان المستقيم. ظهر في أيامه راهب من الصعيد كان يخبر بأمورٍ مدعيًا أن الملاك ميخائيل يُعرفه بها، فأضل كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، فأحضره إليه حيث اعترف بخطئه، فطُرد من البلاد. وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار فتبعه كثيرون، فطرده أيضًا من بلاده بعد ما أبطل قوله كما أبطل أيضًا استعمال كتب كثيرة رديئة. كان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل لتأدية خدمة القداس يصطبغ وجه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار، وكان إذا قدّس تنحدر دموعه على خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما كان يضع إصبعه في الكأس للرسم يجد الكأس كنارٍ تتقد. كان في أيامه أيضًا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم، فخاف الباقون ورجعوا عن بدعتهم. لما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيّح بسلام. العيد 19 كيهك. كتاباته:
أنبا يوحنا نعمة الله أسقف البرلس، وضع مقاله في قيامة السيد المسيح وقيامة الأجساد كتبها سنه 1218 وله ترجمة لسيرة القديسة دميانة.