رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هذه البذار إلا صدقيا الملك ابن أخ يهوياقين الذي أقامه نبوخذنصَّر ملكًا على يهوذا عوض عمه يهوياكين، فإن نبوخذنصَّر لم يحطم المدينة ولا هدم الهيكل إنما اكتفي بأخذ بعض الشباب مع آنية بيت الرب. لقد ترك صدقيا ليرعى الحقل الخصيب بمياه كثيرة ويضم شعبه بعد أن تمت معاهدة وأقسم الملك بعدم الخيانة. وبالفعل بدأت البذار تكبر لتصير كرمة منتشرة، لكنها قصيرة الساق لأنها تحت سيطرة ملك بابل. لقد مالت بأغصانها لتضم النسر، أي دخلت مع الملك في معاهدة، أما جذورها فكانت تحته، علامة سلطانه عليها. إنها قصيرة الساق وكما يقول العلامة أوريجانوس: [لم يكن ممكنًا أن تكون إلا قصيرة الساق، تلك التي انبتت في بابل. كيف كان يمكنها أن تحتفظ بقوتها القديمة تلك التي بدأت تصبح كرمة بابلية؟! لقد نقلها النسر العظيم لأنها لم تكن قد أنتجت ثمارًا في المدينة المقدسة. ها هي تستقر في كنعان، فصارت قصيرة الساق، هزيلة. لما كانت في الأرض المقدسة كانت كرمة عظيمة، وإذ نُقلت إلى أرض الخطاة صارت ضعيفة وهزيلة. وأنتِ أيتها الكرمة التي تسمعيني، إن أردتِ أن تكون عظيمة لا تخرجي عن حدود الكنيسة. استقرى في الأرض المقدسة، في أورشليم، وإلا فبسبب خطاياك تصيرين في حالة سيئة، تُنقلي إلى أرض أخرى. تصيرين كرمة هزيلة ويابسة، تسقط ثمارك، وتجف جذورك، فتشتاقي إلى الراحة بالقرب من النسر الآخر]. [لقد أُخذ البعض وحُملوا إلى بابل، هؤلاء الذين كانوا أمراء في الكنيسة، بسبب خطيتهم نُقلوا من قمة لبنان... لنصِلِّ حتى لا يُنقل أحد من أورشليم إلى كنعان، وألا نتجه بعيدًا عن مشيئته حتى لا يُصاب الغصن بالفساد، فيجف الثمر مع الجذور. فإن غرس أورشليم لا يقدر أن يأتي بثمر على أرض أخرى، ولا ينتج زرعًا في أرض غريبة، بل يجف وييبس بثمره ما لم يثبت في مشيئة الرب وفي كنيسته، أي في الأعمال والوصايا وإدراك حقيقة يسوع المسيح ]. أما النسر العظيم الآخر فهو فرعون مصر، هو كبير الجناحين رمز لقوة جيشه، وله ريش كثيفرمز لضخامة عدد جنوده، لكنه ليس متنوع الألوان، لأنه لا يسيطر على أمم كثيرة مثل بابل، هذا الذي مالت إليه الكرمة بجذورها، واتجهت بأغصانها ليسقيها مع نمو زرعها. هذه الكرمة تشير لصدقيا الملك الذي مال مع غالبية الشعب نحو الالتجاء إلى فرعون مصر ضد نبوخذنصَّر، فخان الملك العهد وحنث بالقسم إذ فكر في الثورة على ملك بابل. وهنا قام حزقيال بتحذير الملك من خطأين: أولهما الحنث بالقسم حتى وإن كان مع ملك وثني، والثاني الاتكاء على ذراع بشر (فرعون مصر) عوض التوبة والرجوع إلى الله من كل القلب. لقد أعلن أن مصير صدقيا سيكون كمصير سابقيه يهوآحاز الذي أُخذ أسيرًا إلى مصر عام 607 ق.م. (19: 4)، ويهوياقين الذي أسر إلى بابل (19: 9). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صدقيا: أقامه نبوخذنصر |
تمرد صدقيا الملك على نبوخذنصَّر |
يُحمل الملك صدقيا (رئيس يهوذا) إلى بابل ليلًا |
تمثال الذهب الذي نصَبَهُ نبوخذنصَّر الملك |
شاول – الملك الذي مُسح ملكًا ثم رفضه الله |