رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم الأخير في حياة عبدالناصر بعيون هيكل لم أتخيل أنها النهاية
"فلاح من جنسنا مالوش مرة عابت عمل حاجات معجزة، وحاجات كتير خابت، وعاش ومات وسطنا على طبعنا ثابت، وإن كان جرح قلبنا كل الجراح طابت" ما زالت تلك الكلمات التي رثى بها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، الزعيم جمال عبدالناصر، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ50، حيث رحل عن عالمنا في 28 سبتمبر 1970. آخر يوم في حياة "عبد الناصر" شهده المقربون منه، ومن بينهم الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، الذي مقربًا منه وكاتبًا لبياناته وكلماته التي يلقيها، والذي حكى عن تلك اللحظات عبر سلسلة فيديو مصورة بعنوان "حكاية حياة". يروي "هيكل" اليوم الأخير في حياة الزعيم الراحل، بأنه كان يبدو عليه الإرهاق، وقال إنه سيذهب إلى المنزل لرؤية الأولاد، وقبلها سار يتمشى بالجناح الخاص به، وطل على النيل بجوار هيكل، ثم نظر للمنظر وقال "ده أجمل منظر في الدنيا"، فرد هيكل مازحًا "هو منظر جميل جدًا بلا جدال ولكن إنه أجمل منظر في الدنيا ده موضوع محتاج مناقشة"، فسأله "تفتكر هنشوفها دي؟" فرد "إن شاء الله"، فتابع ناصر "مظنش إني هاجي في هذا الموقع تاني وأطل على النيل بهذا الاتساع"، ثم نظر للنهر مدة طويلة وانصرف. آخر مرة رأى هيكل الزعيم الراحل عندما سار معه في جناحه إلى المصعد بالدور الـ12، "سلمت عليه وكانت المرة الأخيرة التي يراه فيها على قدميه"، وبقى الأخير في الفندق في انتظار اجتماع اللجنة الثلاثية، لأن لجنة المتابعة ستعقد اجتماعا، وبعدها بفترة انصرف. بعدما عاد هيكل لمنزله طلب السفير البريطاني رؤيته فورًا، بخصوص رهائن بريطانيين موجودين في الأردن، والسفير حريص أن تصل لعبد الناصر، فاتصل الصحفي الراحل تليفونيا يسأل "هل الرئيس صاحي أكلمه؟"، خاصة بعدما شعر بأنه مرهق، فرد السيد سامي شرف، قائلًا "نور غرفة النوم انطفىء نت دقيقة"، كان متعب ولكنه رد، وأبدى رأيه وقال إنه سيتكلم في الصباح. الساعة 8 ونصف صباحا، قال عبدالناصر إنه سيذهب لتوديع الرؤساء خاصة بعد عدم استقباله لهم، وأنه سينتهي من توديعهم ويعود للمنزل ليضع قديميه في ماء وملح، معتبرًا أنها أفيد من الوصفات الطبية، الساعة 4 و35 دقيقة بعد الظهر، اتصل العقيد فؤاد عبد الحي، مساعد محمد أحمد السكرتير الخاص بالرئيس، بحسنين هيكل، تنفيذًا لطلب قرينة الرئيس بدعوة بعض الناس لغرفة "ناصر"، ولم يكن "هيكل" يعلم هل هذا طلب من الرئيس أم لا، "في الطريق فكرت علي في حاجة، خاصة إن حالته الصحية ليست على ما يرام، ولم يخطر ببالي أن النهاية وشيكة إلى هذا الحد". صعد هيكل سريعًا للغرفة، فوجد السيدة تحية عبد الناصر بالخارج تبكي فسأل ما الأمر؟، فقالت "الريس تعبان أوي"، فدخل الغرفة ليجد الرئيس نائما على السرير يرتدي بيجامة بها خطوط زرقاء، دون أن يحرك ساكنًا. بداخل الغرفة كان يتواجد الفريق فوزي وهو أقربهم من السرير، وأيضًا علي صبري وسامي شرف وحسين شافعي وبعدها بـ25 دقيقة دخل أنور السادات، ورأى حالة ذعر في أعين الأطباء، وكأنه هناك شبح رهيب ينزل إلى الغرفة، وطرح "هيكل" سؤالا هل هذه وفاة أم هي جريمة؟. سأل "هيكل" الأطباء ما الأمر، فرد بأنها جلسة قلبية، قبل أن ينزل الجميع لكي يبحثوا ماذا بعد وفاة الرئيس، وأن الجثمان سيخرج إلى قصر القبة، وقبلوا وجهة نظر الأطباء في الأمر، ثم نزل مع الرئيس السادات إلى الإذاعة لإلقاء البيان، الذي كتبه هيكل بخط يده. "يبدو أن الأزمات لها في حد ذاتها قوة تجعل البشر المتعرضين لضغوطها بشكل ما يقتربوا لمستوى المسؤولية، والجميع أدرك أن هناك جسرًا على النهر ينبغي عبوره، ولا بد لكل الناس أن يقفوا لتحقيق انتقال سلطة آمن، لأن هناك بلد أقوى وأكبر من أي فرد أو من أي لحظة مؤقتة"، وفقًا لهيكل. هذا الخبر منقول من : الوطن |
|