رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا شكّ أنّ الرّجل يَشْغَل لدى الكثيرين موقعًا مميَّزًا، وأنّه كان نموذجًا طيِّبًا للمؤمنين. هل يكفي ذلك لتُعلَن قداسته؟ لا آظنّ!. آراء النّاس، هنا وثمّة، تلفتنا إليه، لكنّ روح الله هو يعلن قداسته!. معايير البشر لا تؤكّد قداسة أحد، ولا تقولها إلاّ إذا حرّك الرّوح وجدان المؤمنين في الكنيسة!. لا السّيرة إثبات، ولا كلام النّاس، حتّى لا نقع في الاستنساب، والتّمنّي!. ومتى حرّك الرّوح وجدان الكنيسة استبان حضوره في المؤمنين تقوًى غير عاديّة بإزاء الرّجل وما يخصّه. إذ ذاك يعتور النّاس حياله ما لا قِبْل لها به. يُتَعاطى كقدّيس قبل أن تعلِن الكنيسةُ قداستَه. المجمع المقدّس دورُه الأوّليّ الملاحظة والمتابعة والتّسجيل. يشهد لما هو حاصل. ولا يقول كلمتَه إلاّ بعد أن تكون كلمةُ روحِ الله قد باتت بَيّنة، مسموعة من الجميع!. هنا، لا بدّ من الإيضاح، في زمن الإعلام، أنّ على الكنيسة أن تحذر طغيان الإعلام، ودفعَ إعلان القداسة بالتّرويج الإعلاميّ لمَن يُعتبر “مرشّحًا” لإعلان القداسة. في مثل هذا المسعى خطَر عميم، إذ نستعيض عن عمل روح الله بالتّركيز على ما يوفّره لنا الإعلام من فرص!. نؤثّر في النّاس بالكلام المدروس والدّراما السّينمائيّة، ما يجعل إعلان القداسة شأنًا إيحائيًّا نفسانيًّا!. علينا أن نميِّز بين التّعريف بالقدّيس، والتّرويج للقدّيس!. هذا بحاجة إلى نضج روحيّ ووعي وحرص لدى المشرفين على رعاية المؤمنين حتّى لا نجدنا كمَن يقود حملة تسويقيّة لمرشّح سياسيّ أو منتَج استهلاكيّ أو شعار وطنيّ!. الشّأن الرّوحيّ يُتعاطى بالخفر والتّقوى والصّوم والصّلاة، وانتظار التّجلّيات!. * * * الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
06 - 11 - 2021, 01:49 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لكنّ روح الله هو يعلن قداسته
جميل جدا الرب يباركك |
||||
|