رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متى بدأت رحلة الظلام التي سلكها يهوذا؟ متى بدأت رحلة الظلام التي سلكها يهوذا؟ كيف لهُ أنْ يُسلِّم المعلم؟ بالحقيقة، لا أحد يعرف متى بدأ يهوذا يُفكّر بالخيانة لأنّ ذلكَ لا يزال لغزًا! إنّهُ سرُّ الحياة! التفكير في شخصيّة يهوذا تعني التأمُّل في “الأنا” الخاص بهِ وفي مأساة الحرية. يهوذا تلقى نفس الدعوة مثل الآخرين إلى القداسة، رافق المعلم خلال الثلاث سنوات. رَغِبَ يسوع بقدر المُستطاع إنقاذَهُ، لكنَّه لم يستجب لمحاولاتِه، بل تعثّر ووقع أكثر فأكثر في خطيئة «الأنا». أختارَ يهوذا علامة الحبِّ “القبلة” لتسليم المعلم، فمُنذُ تلك اللحظة أصبحت القبلة رمزًا للانفصال والكره والخيانة، رمزًا للأنا. صعوبة يهوذا لم تكمُنْ في خطورةِ الخطيئة المرتكبة (الخيانة) – لا ننسى بأنّ الخطيئة دائمًا ذنبٌ يُعاقب الله عليها – بل لأنّهُ بعد فترة من حدَثِ الخيانة، هامةُ الرسل “بطرس” سيفعل أسوء من ذلك، سينكُر هويّته، معرِفتَهُ ليسوع وللجماعة الرسولية. يهوذا، فضّلَ الخطيئة على الرجوع بسبب “الأنا”، عدم التواضع، فقدان الأمل في مغفرة الرّب والمصالحة معهُ؛ لو أنّهُ طلبَ المغفرة بعد خيانته للربّ يسوع، لاستجاب لتوبته، واستقبله الرسل ورحّبوا به مثلما فعلوا مع مضطهد المسيحين بولس، لا بل مثلما حدَثَ مع الأب الرحيم الذي استقبل ابنه رغم فعلته النكراء تلك (لو15). |
|