|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَيِّزْ مَرَاحِمَكَ، يَا مُخَلِّصَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ، بِيَمِينِكَ مِنَ الْمُقَاوِمِينَ. إن داود الذي يثق في رحمة الله يطلب مراحم متميزة وعجيبة للمتكلين على الله مثله، إذ ليس له إلا الله الذي يسنده، أما الأشرار المقاومون فيتكلون على قوى العالم، أي نفوذهم وأموالهم وكثرة عددهم، والله بحكمته وعدله يفيض مراحم لا تحصى على المتكلين عليه. إن داود يثق في رحمة الله، فيطلب أن تكون هذه المراحم من يمينه، أي من كمال قوته، فتكون مراحم عجيبة وعظيمة، فهي بالطبع ستسند المتكلين عليه. إن داود يطلب من الله أن يستجيب لصلواته لأنه هو الحق والعدل (ع1) وأيضا لأنه بار، فهو يهتم بالأنقياء (ع 3)، ثم من جهة ثالثة يطلب استجابة صلواته من الله الرحوم، الذي يرحم كثيرًا المتكلين عليه (ع6). يمين الله ترمز للمسيح الذي جلس عن يمين الآب، فهي هنا ترمز لتجسد المسيح، الذي يرحم المؤمنين المتكلين على الله بفدائه. يطلب داود من الله أن يميز مراحمه، بمعنى أن يظهرها بوضوح لئلا يظن بعض الناس أنها تتم صدفة وليست من الله. فهو يريد أن يعرف كل البشر أن الله هو مصدر المراحم، وأنه يستخدم البشر وأحداث الحياة، كأدوات لإظهار مراحمه، أما هنا فيود داود أن تكون مراحم الله متميزة لا يستطيع الإنسان أن يتغافلها، أو يتشكك فيها، مثل وقوف الشمس ليشوع أثناء حربه (يش10: 13) أو تراجع الظل لإعلان رحمة الله في امتداد حياة حزقيا الملك خمسة عشر عامًا (أش38: 8). إن يمين الله التي تسند الإنسان وتحميه لا تمنع حروب المقاومين ولكنها تسنده، فيتغلب عليها، ففى الحياة سنقابل تجارب، لكن مسيحنا يعدنا أنه "فى العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33). |
|