رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوم النفس يساعد على عدم إدانة الآخرين 2- عدم إدانة الآخرين إن الذي يلوم نفسه، ينشغل، ينشغل بها وبتقويمها وفي خجله. وفي أخطائها، لا ينظر إلي خطايا غيره. وفي ذلك قال القديسون: الذي ينشغل بخطاياه، لا يكون له وقت يدين فيه خطايا أخيه. إن استطاع أن يبصر الخشبة التي في عينيه، يخجل من التحدث عن القذى التي في عين أخيه.. وغنما كلما تحدث عن غيره، ويقول: هذا أفضل، وهذا أبر مني ومهما كانت خطايا فلان، فإن خطاياي أنا أكثر وأبشع.. أما الشخص البار في عيني نفسه، فإن يجلس ويلوم الآخرين! وربما في نقائصه وعيوبه، يأتي باللائمة علي غيره. فإذا أخطأ يأتي باللائمة علي الناس، وعلي الظروف، وعلي البيئة.. علي الناس الذين أوقعوه في الخطيئة، كما حدث لآدم إذ ألصق السبب في خطيئة حواء.. وقد يلصق الإنسان السبب، بالظروف المحيطة، كما برر إيليا هروبه بقوله للرب "قتلوا أنبياءك بالسيف.. وهم يطلبون نفسي ليأخذوها" (1مل 19: 14).. وقد يلصق السبب بالبيئة، كما حدث أن أبانا إبراهيم قال عن زوجته سارة إنها أخته! ثم حاول أن يغطي ذلك بقوله "أني قلت: ليس في هذا الموضع خوف الله البتة، فيقتلوني لأجل امرأتي" (تك 20: 11). ولوم كان إبراهيم يلوم نفسه ما قال هذا. وكذلك لو كان أبونا آدم يلوم نفسه، ما لام حواء، ولو كان إيليا النبي يلوم نفسه، ما لام الظروف! ولكن الإنسان يلوم غيره ويدينه، لكي يبرر نفسه. لأنه لا يريد أن يلوم نفسه، ولا يريد أن يلومه الناس، فيلصق خطيئته بغيره ليخرج هو بريئًا..! كثيرون يغسلون أيديهم بالماء، كما فعل بيلاطس؟! خير للإنسان أن يلوم نفسه، من أن يبرر نفسه. والذي يلوم نفسه ضعفه، فيعذر غيرة ولا يدينه. حدث للقديس موسى الأسود، الذي رفض أن يدين راهبًا مخطئًا عقد له مجمع لإدانته. حمل هذا القديس علي ظهره كيسًا مملوءًا بالرمل ومثقوبًا. ولما سئل في ذلك قال "هذه خطاياي وراء ظهري تجري وقد جئت لإدانة خطايا أخي.."! الذي يلوم نفسه، إن سئل عن خطايا شخص آخر، يقول لسائله: اسألني عني خطاياي أنا،أما ذلك الإنسان فهو أبر مني. أخاطئ هو؟ لست أعلم (يو 9: 25). الذي يلوم نفسه، لا يقسو في الحكم علي خطايا الآخرين، كما فعل الفريسيون الذين طلبوا رجم المرأة الخاطئة، فقال لهم السيد المسيح: من كان منكم بلا خطية، فليقذفها أولًا بحجر (يو 8: 7). ذلك لأن الذي يقذف بالحجارة، إنما يظن في نفسه أنه بلا خطية، أو علي الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي الأقل يكون في ذلك الحين ناسيًا لخطاياه، وليس في وضع من يلوم نفسه. أما الذي يلوم نفسه، فإنه يقول في فكره "من أنا حتى ألوم الناس؟ أنا الذي فعلت كذا وكذا.. الأولي بي أن أصمت مادام الله قد سترني.. تري لو سمح الله أن أنكشف، أكنت أستطيع أن أتكلم. هذا عور من يضع خطيئته أمامه في كل حين (مز50). ولكن للأسف فإن كثيرين، من أجل راحة نفسية زائفة، أو من اجل كبرياء داخلية ومجد باطل، وليس من أجل أبدتهم، لا يحبون أن يتذكروا خطاياهم، ولا أن يلوموا أنفسهم، كما لا يقبلون أن يأتيهم اللوم من آخرين!.. يحبون أن ينسوا خطاياهم، وفي نفس الوقت يذكرون خطايا الناس..! وما الفائدة لهم من كل هذا، سواء في السماء أو علي الأرض؟! لا شيء. حقًا ما أجمل قول القديسين: إن دنا أنفسنا، رضي الديان عنا. من فوائد لوم النفس أيضًا: إصلاح الذات وتنقيتها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إدانة الآخرين |
ما هي خطورة إدانة الآخرين؟ |
هل من حقي إدانة الأخرين |
إدانة الآخرين |
إدانة الآخرين |