سقوطنا، وشعورنا بالفشل يجعلنا نحكم على الأمر من وجهة نظرنا نحن، ونحكم على أنفسنا بحسب مفهومنا الخاص، متصورين الصورة ذاتها التي بثها الشيطان في أذهاننا بأن الله غاضب جدًا، وفي قمة رفضه لنا، ولا يقبل أن يرانا أمامه. وليتنا نموت أو على الأقل نهرب من أمامه الآن. وبالطبع نحن نعلم جيدًا نتيجة هذا الشعور بمرور الوقت.
أما عن حقيقة الأمر فإننا لا بد أن نُدرك أن الحزن الذي يحزنه الروح القدس فينا هدفه الوحيد تبكيتنا للتوبة، والرجوع إلى الله؛ فلا نفقد الكثير من الوقت ونحن بعيدين عنه. إرادة الروح القدس لنا أن يُعالج ما حدث بسبب سقوطنا، لا أن يزيد ألمنا وجروحنا بسبب السقوط. لذلك فإن أعظم شيء نفعله في ذلك الوقت أن نسقط بين يدي الله بتوبة حقيقية ورجوع صادق. فنختبر محبته، ومعونته. ونعود من جديد للعلاقة الحية معه دون خسائر كبيرة.